مرسى عطا الله
السيسى فى البرتغال.. لماذا؟
من المدهش والمؤسف ــ معا ــ أن تجد من يتساءل عن سبب زيارة الرئيس السيسى للبرتغال استكمالا لسلسلة تساؤلات غبية وخبيثة تري في الزيارات الخارجية للرئيس تبديدا للنفقات في مهام لا طائل من ورائها لبلد يئن ويتألم من مشاكله الداخلية.
والذين يقولون بهذا الهراء هم أنفسهم الذين ظلوا منذ ثورة 30 يونيو يراهنون علي عزلة مصر وعدم اعتراف العالم بالنظام الذي أزاح حكم الجماعة وأنهي مخاطر الانقسام وشبح الحرب الأهلية.
يغيب عن هؤلاء أن السياسة الخارجية لأي بلد هي أحد أهم مفاتيح البناء الداخلي في عصر تداخلت فيه المصالح ولم يعد بمقدور أحد أن يعيش منعزلا عن الآخرين وإذا كانت أوروبا قد حظيت باهتمام ملحوظ في الجولات الخارجية للرئيس السيسي فإن ذلك يعكس وعيا سياسيا واستراتيجيا بأهمية أوروبا التي تظل بالنسبة لمصر هي النافذة الأساسية للإطلال علي الحضارة الغربية والتواصل معها ثم إن أوروبا تبدي علي الدوام حرصا علي ترسيخ جسور التواصل لخدمة مصالحها وضمان أمنها.
ومن هنا فإن الذي يفعله السيسي من خلال دبلوماسية القمة تجاه أوروبا إنما يعكس قراءة صحيحة للمشهد الأوروبي الذي مازالت أبوابه ونوافذه مفتوحة ومتاحة أمام جهد وتأثير مصري يستهدف جذب أوروبا ــ بكل ثقلها ــ للانخراط في محاربة الإرهاب ودعم آفاق التنمية والاستثمار في الساحة العربية ــ وفي القلب منها مصر ــ لتعزيز استحقاقات الأمن الأوروبي الذي يمتد مجاله الحيوي إلي الشواطيء الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
والحقيقة أن هذه المكانة المتميزة لأوروبا في أجندة السياسة المصرية ترجع في المقام الأول إلي أهمية الدور الأوروبي الذي تعتقد مصر بضرورة وجوده في إطار أي جهد دولي لمكافحة الإرهاب كما أن أوروبا تظل أحد أهم مصادر الحصول علي التكنولوجيا المتقدمة اللازمة لتمكين مصر من إنجاز خططها التنموية الطموحة... مصر علي الطريق الصحيح ولو كره الكارهون!.
خير الكلام:
>> النبات لا ينمو ولا يشتد عوده إلا إذا ألقيت البذور في الموعد الصحيح.!