المساء
كاريمان حرك
أوتار
* ليالي مهرجان السينما التي عشناها طوال الأيام الماضية جعلتني أتأمل تراثنا في مجال الموسيقي التصويرية التي كانت من خطواتنا المهمة في مجال التأليف الموسيقي المتطورة وقد حدثت هذه الطفرة عقب ثورة يوليو في الخمسينيات والستينيات. أما قبل ذلك كان الاعتماد علي الموسيقي العالمية الكلاسيكية في مصاحبة المشاهد الدرامية ودائماً كانت تتضمن الأفلام استعراضات وأغاني من إبداع الملحنين المصريين التقليديين والملاحظ ان النهضة السينمائية شملت أيضاً تطورا في التناول الموسيقي فمن ينسي موسيقي أفلام دعاء الكروان ورد قلبي والزوجة الثانية وصراع في الوادي والمومياء وغيرها.
لدينا ثروة هائلة من المقطوعات الموسيقية التي تصلح أن يتم إعدادها ليؤديها الأوركسترا وليتم تسجيلها للتعريف بها والحفاظ عليها والوقوف علي قيمتها الفنية وكان المايسترو الراحل يوسف السيسي المثقف ذات الحس الوطني العالي يقدم دائماً مقطوعات من الموسيقي التصويرية لفؤاد الظاهري في الحفلات الاسبوعية للسيمفوني في إطار حرصه علي تقديم المؤلفات المصرية.
نتمني أن يتم الاهتمام بهذا وأن يحدث تعاون مع قسم التأليف في الكونسرفتوار للبحث والتنقيب والإعداد خاصة ان الذي يتولي رئاسة القسم الآن المؤلف الموسيقي المجتهد والمتحمس محمد عبدالوهاب عبدالفتاح وأن تدعم وزارة الثقافة هذا العمل تكملة لما سبق أن نادينا به من ضرورة تسجيل أعمال المؤلفين المصريين في إطار مشروع قومي متكامل يعبر عن سيرنا في طريق النهضة الثقافية الشاملة.
هذه العبارة كتبتها منذ سنتين في المساحة وبعدها حدثت تغيرات إيجابية حيث ظهر علي الساحة أوركسترا باسم "صوت مصر" أسسه المؤلف الموسيقي وعازف الكمان المايسترو أحمد عاطف تقوم فكرته علي تقديم الموسيقي التصويرية المصرية للأفلام والمسلسلات تحت رعاية دار الأوبر وقد سبق لنا أن شجعنا هذه الفكرة وتابعنا حفلاتها التي يقوم فيها المايسترو بمجهود كبير ولكن نحن نريد أن يتطور الموضوع إلي هدف قومي كما ذكرت في مقالي منذ عامين وأن يتم هذا وفق خطة علمية مدروسة وأنا أعرف جيداً ان المايسترو عاطف قادرا علي ذلك ولكنه يحتاج لدعم وفريق بحث من المؤلفين الدارسين لانتقاء المناسب من هذه الأعمال الموسيقية وتقديمها من منطلق علمي وعالمي.
* في مهنة الصحافة مهما نحمل من أحزان وهموم علينا أن نتجاوزها رغم ما يعتريني من حزن وقلق نتيجة الأزمة التي تمر بها الأسرة الصحفية ولكني أثق ان هذه نقابتنا سوف تظل كما كانت دائماً منارة للحرية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف