الجمهورية
منى نشأت
غير صالح.. للبث
لم يكن موفقا علي الاطلاق ذلك المستشفي الأشهر في علاج السرطان.. حين استعان بأعضاء البرلمان.. ليطالب كل واحد منهم بالتبرع لمساعدة المرضي والكل تقريبا زهقان من البرلمان.
وكان الأولي ان يبدأ أولهم بأنه قرر أن يسدد للدولة الضريبة المقررة علي ما يتقاضاه ولا يستثني نفسه منها ليصبح مثل الذين يمثلهم يؤدي ما عليه لبلده أولا.. ويقر الثاني بالتبرع ببدل جلساته لصالح المرضي ليصير قدوة إلا ان طابور الأعضاء الذين أوقفهم الاعلان صفا علي باب المستشفي ليحكوا لنا عن معاناه الاحتياج.. ربما لا يدركون اننا نعرفه.. وبقي أن يشعروه هم فمن أول يوم للبرلمان حتي اليوم والحصيلة ما وصلنا إليه.
يا برلمان الحكومة نريد برلمانا للشعب.. ويا مستشفي جانبك الصواب في الاختيار.. فلا هو لاعب كرة ولا فنان أو رجل أعمال وبرلمان يصلح لأن يطالب.. فالرد الذي تطلقه ألسنة الناس التعبانة داخل بيوتها ولا يسمعه معلن.. "اتبرع انت من ملايينك ودع لنا ما بقي من فتافيت".
وحياة.. عنيه
جارتان تتنافسان فيمن يصنع أكلة أشهي.. وكانوا علمونا ان المطبخ فن ومقادير ومزج ومزاج والجملة الشهيرة لامرأة تقدم الطعام لأهل البيت هي "صنعة ايديه وحياة عنيه" يكمل بعدها عبدالوهاب.. تسلم ايديكي وعنيكي.. في أغنيته الجميلة مثل زمانها لكن الاعلان علي الشاشة حول الطبخة إلي حرب.. والمنافسة صارت معركة الست "نكشت" شعرها وفرقته علي الأواني.. وخبط "حلل" ورزع وضربات باليد والقدم في الأبواب وخناقة بكلام من ارتفاع الصوت وعصبية تلاحقه لا تسمع منه ولا تفسر ولا كلمة لأنها تتحدي جارتها بنوع من السمن هو موضوع الاعلان. لتخرج عليها وتثبت ان سمنها يكسب.. ومصمم الاعلان الذي نحي كل شيء جانبا وفكر كيف يعلن عن السلعة.. نسي قواعد الذوق والسلوك وحديث الرسول الذي أوصي بسابع جار. وحول المرأة إلي كائن عصبي.. مزعج.. فج.. أغبر.. شعث وداس علي كل قيمة جميلة كانت لديه فرصة لتنيمتها علي الشاشة واختار البلطجة للانتصار لعلبة سمن.
يا طبيب الغلب
أن يكون الاعلان مسفا هابطا.. أمر جائز.. ألا يعبأ بمثل وقيم.. ويمكن لكن أن يتحول الطب إلي اعلان فهو الخطير.. علي معظم القنوات أطباء يتكلمون عن أمجادهم في مجال التجميل. وتخلط البرامج بين الإعلام والاعلان والطبيب الذي وصل للشاشة بعلمه ومن جلس أمامنا بفلوسه وتسميه بعض البرامج "راعي" يدعم بمبلغ ويقول ما يريد وأهمها أنا جدع.
والدكتور المعلن انتشر وتوغل.. ولأن مالكي القنوات رجال أعمال فالقناة تحب الزيادة.. وطالما الطبيب يدفع.. نتركه يتكلم.. ستصبح عيونك أوسع وشعرك أطول.. وستخرج من جسمك إضافات.. وتلغي حاجات ومحتاجات.
أعرف طبيبا أجري في يوم واحد عشر عمليات تكميم وتغيير مسار وقبض منهن نصف مليون جنيه.. وحين افاقن من العملية سألن عنه.. فقال المستشفي المعروف انه سافر من الفجر.
احدي المريضات خليجية أبلغت سفارتها في مصر انها تلفظ انفاسها الأخيرة.. والثانية ماتت.. والثالثة أصابها عفن في المعدة "غرغرينا" وتلك خيط الدكتور الرئة في الأمعاء.. مهازل عندي بياناتها كاملة ومازال الطبيب علي الشاشة يدعو الناس لعملية تحولهم إلي غصن بان.. وكل مليون وانت في اعلان.
حاجة.. حلوة
لابد من مقاطعة يوم 1 ديسمبر ويجب أن تستمر لأسبوع فاليوم الواحد يعني مشتريات أكثر قبلها بيوم.. أما السبعة أيام فقرار باستغناء عن كل ما زاد سعره بسبب جشع تاجر.. أما مسألة حلاوة المولد فأظن انه بعد تحول من كان قادرا إلي مسمي.. مستور. فسيكتفي المستوردون بقطعة في يد الصغير. وياريت قطعة في يد الطبقة الفقيرة التي كان اسمها.. متوسطة.. ليبقي فيها حاجة حلوة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف