المساء
أحمد عمر
الذكاء الحكومي.. والحكومة الذكية
انتهت مؤقتاً أزمة النوبيين.. انفتح طريق أبو سمبل من جديد أمام حركة السياحة واستقبل أفواجاً يابانية ومن مختلف الجنسيات بالتزامن مع اعتراف الخارجية الأمريكية بإن مصر بلد آمن. وإعلان روسيا عن تطبيق مطاراتنا جميع شروط الأمان. وبدء تفعيل عدد من الاتفاقيات الدولية لتنشيط السياحة. ومع عودة أهالي الشيخ زويد بسيناء إلي بيوتهم بعد نجاح القوات المسلحة في دحر الإرهاب بالمنطقة.. وكلها مؤشرات تنبيء بعودة قوية للسياحة سوف تنعكس طبعا علي الاقتصاد وقيمة الجنيه.. فالسياحة التي كانت تدر نحو 18 مليار دولار سنوياً وهو مبلغ هزيل بالنظر لتراثنا وحصيلة دول أخري. تراجعت في السنوات الأخيرة إلي ما دون ربع هذه القيمة.. لكن حتي لا نتعرض لانتكاسة علينا أن نتذكر أن أزماتنا من صنع بعضنا وأن أزمة النوبيين ما كان لها أن تتصاعد بالصورة الخطيرة التي جرت بها لولا غباء مسئول تصور أن المستثمرين الأثرياء بفلوسهم أولي بالأرض من أصحابها البسطاء الذين لا يملكون سوي الحب والانتماء.. أو تكبر مسئول يظن أن مقامه أعلي من النزول إلي مواطنين شرعية وجوده في منصبه تستمد من خدمتهم. وادعاء البعض أنهم حراس الوطن وأن الآخرين العملاء.. فلم يعد من مجال للمزايدة علي وطنية النوبيين.. وقد شهدت الأزمة الأخيرة ثورة عارمة من جانب أهالي النوبة ضد أحدهم لوح بتدويل القضية حتي أخرسوه.
* * استمرار التقدم في ميادين الاستقرار والتنمية مرهون بشيء بسيط هو أن يؤدي كل منا عمله بإخلاص.. إذا كنت تهمل في واجبك أو تستغل وظيفتك فلا تعتب علي الآخرين أن يفعلوا مثلك.. التقدم مرهون أيضا بالذكاء الحكومي باعتبار أن الحكومة هي مديرة المجتمع وأن الإدارة هي العنصر السحري الرابع من عناصر الإنتاج.. وهو أمر يختلف عن الحكومة الذكية التي دخل رئيسها السجن في مخالفات غبية تتعلق باللوحات المعدنية الحديثة للسيارات.. في حين منع السيارات الكهربية الحديثة نفسها من دخول الدولة المصرية لسبب أكثر غباء هو أن تقدير القيمة الجمركية يخضع للسعة اللترية بينما الموتور الكهربائي تقاس قدرته بالوت وليس باللترات.. وهكذا يتضح أن البطء في اتخاذ القرارات السيادية هو أمر جلل وكارثة قومية لا تقل آثارها المدمرة عن السيول والزلازل.. ومازالت السيارات الكهربية ممنوعة لكن قرارات ذكية اطلقتها الحكومة في الأيام الماضية بالأفراج عن ملفات ظلت حبيسة الأدراج لسنوات تتعلق بإنشاء جامعات خاصة وتصنيع أنواع من الأدوية تملأ السوق المصري استيراداً أو تهريباً.. الذكاء الحكومي لا ينفصل عن السرعة في أتخاذ القرارات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف