الجمهورية
ماهر عباس
ماذا بعد داعش ؟
تؤكد التقارير ان عدد أفراد داعش المشاركين في العمليات الإرهابية يصل إلي نحو 36 ألف عنصر "إرهابي" اضافة إلي العناصر الأخري من المشاركين معهم في سوريا والعراق.. ومع المواجهة الأخيرة خاصة في حلب السؤال الذي يتبادر إلي الذهن مع القضاء علي داعش وطردهم من سوريا والعراق إلي أين سيذهبون؟ الحقيقة ان تركيا ستكون الحاضن الأكبر لهم وانه لا بديل إلا الفرار عبر 16 منفذا علي الحدود مع تركيا إلي أوروبا.. أو يتشردون كخلايا خاملة حتي تسنح لهم الفرصة مرة أخري وسط جبهات مثل تلك التي أفرزتها الأزمة السورية من تشكيلات تكونت تحت مسميات "النصرة" أو جند الشام أو غيرها وكلها أفخاد القاعدة التي تكونت بذورها الرئيسية بالأموال العربية في أفغانستان وبيشاور وجبال تورا بورا أيام أسامة بن لادن.. وإذا كانت القاعدة أو داعش أو الجبهات المختلفة منها الأقصي وبيت المقدس كلها ترعرعت بأموال الخليج ابان كان تبرع بريالا تنقذ أفغانيا علامة مميزة في كثير محال السوبر ماركت وأبواب المساجد في دول الخليج ماعدا سلطنة عمان والبحرين والإمارات العربية المتحدة.
اليوم قطر وتركيا الداعم الأكبر لداعش حيث تم صناعة التنظيم في العراق وسوريا ليضم 5 آلاف من بين عناصره من دول الاتحاد السوفيتي السابق و5 آلاف أيضا من عناصر أوروبية تم غسل أفكارهم بدعوات ضالة انهم "يجاهدون" في سبيل الدعوة في اسوأ استغلال لشباب غض لا يدرك الأخطار التي أوقعوه فيها بأموال النفط وصناعة الغرب.
أغلب الظن ان من تبرأون اليوم من داعش كما تبرأوا من جبهات سموها "معارضة" في سوريا هم أنفسهم الذين دعموا أسامة بن لادن في عقد الثمانينيات طوال أيام الحرب الأفغانية وعندما انتهت المهمة والدور فشلوا في احتوائهم لكن كانت "القاعدة" التنظيم غير المحسوس أيام عبدالله عزام في بيشاور قد أصبح تنظيما متعددا ومستوطنا في أكثر من موقع وانتشر في البوسنة "الحاضنة الأوروبية" وأيضا في الشيشان وجورجيا في الأراضي السوفيتية السابقة - ومن هنا أمام الضغط علي القاعدة لم تجد بدلا من اللجوء بانقساماتها إلي إفريقيا والعراق أو أفغانستان.. خاملة - مع بقايا طالبان.
اليوم أعتقد ان تركيا وقطر في مأزق داعش وماذا بعدها هل سيخلصان من قياداتها أو ارجاع بعضها إلي مواطنه الأصلية في الخليج أم سينتشرون في الأرض للعبث فسادا وإرهابا خاصة في إفريقيا التي تشهد عددا من بؤر قابلة للانفجار ليمارسوا الإرهاب من جديد وأيضا بسلاح وعتاد نفطي خليجي تحت اسم "الإسلام".
في رأي الكثيرين ان الأزمة أكبر من تنظيم داعش وخاصة ان اليمن "السعيد" بعد عامين أصبح هناك أصوات حاكمة وعاقلة في المنطقة العربية تؤكد انه لا حل إلا الحل السلمي.. وكذلك في سوريا بعد فشل الاستخبارات الغربية بمساندة عربية في جعل الأزمة تتمدد إلي أطر أخري ومنها سيناء لكن استطاعت مصر بجيشها ان يصد كل هذه الجماعات التي اعتقدت انه من الممكن نقل الصراع الداعشي الإرهابي إلي مناطق جديدة منها مصر.. ولن أتحدث عن ليبيا فهي أحد الخيارات الأساسية لتوطين داعش أو الفارين من سوريا والعراق ليلتحم نشاطهم مع مالي ودول إفريقية أخري.
التجربة المصرية في مواجهة الإرهاب هي الأهم في عالم اليوم وكم طالبت مصر بتعاون دولي واضح في المواجهة لكن كثير من دول العالم تفسر الإرهاب علي "هواها" دون تعريف حقيقي لهؤلاء الإرهابيين.
نبضات
يوجد في المنوفية مركزان طبيان مر علي انشائهما أكثر من نصف قرن أولا في ميت عفيف تم انشاؤه عام 1944 والثاني في سبك الضحاك تجاوز الخمسين بقليل الأول ميت عفيف مهجور إلا من عناصر لا يمكن ان تكون قادرة علي تقديم خدمة طبية حقيقية والثانية يقول عنها المحاسب وائل موسي وهي رسالته الثالثة لي عن المنوفية ان مستشفي سبك الضحاك مهجور ومظلم وتهدم سوره الخارجي وبه فقط عدد من الإداريين بدون أطباء!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف