دون شك هناك مستفيدون كثر من تردي الأوضاع بمنطقتنا وخاصة وصول الأزمة السورية لهذا المنعطف الخطير الذي يهدد وحدة أراضي دولة عربية مهمة يرتبط وجودها بـ «شعار «الأمن القومي العربي الذي طالما تشدقت به دول بالقول المجرد،أما الفعل فكان باتجاه مناقض تبلوربالعمل علي تفتيت تلك الدولة العربية، وبدعم لا مثيل له لما أطلقوا عليه المعارضة المعتدلة وأغلبها بعيد كل البعد عن أي اعتدال وليسوا سوي جماعات مأجورة مسلحة،وإن كانت إسرائيل بمقدمة من إستفاد وفرح،حيث باتت حرة تماما في العبث بمقدرات سوريا وتوجيه ضربات عسكرية لأهداف محددة بها علي مرآي ومسمع ليس المجتمع الدولي فقط وإنما،وللأسف الشديد،العالم العربي أيضا،إلا أن تركيا هي الأخري استطاعت أن توظف تلك الأوضاع وتغذيها لتحقيق أهداف لم تكن تحلم بتنفيذها لولا مايحدث،والتي ارتبطت بشكل أساسي بالقضاء علي تواجد الأكراد علي حدودها مع سوريا،ومنعهم من فرض أي تواصل جغرافي علي طول حدودها الجنوبية، بين المناطق التي يسيطرون عليها في أقصي الشمال السوري وأقصي الغرب، ومنعهم من إقامة حكم ذاتي مستقل علي حدود تركيا الجنوبية..ولا ننسي أن تلك الأوضاع المتدهورة في سوريا وكذلك العراق قبلا قد أعطت تركيا الفرصة الذهبية للتوغل في الأراضي العراقية أيضا والذي مثل عملا عدائيا صارخا ضد العراق واستقلاله وللأسف لم يتم التعامل معه علي هذا الأساس!
ومؤخرا قام الجيش التركي بدعم من قواته الخاصة ووكالاته الاستخباراتية بتوسيع التواجد في شمال سوريا. كما ظهرت تقارير تفيد بأن القوات المسلحة التركية أقامت قاعدة عسكرية داخل الأراضي السورية! بصرف النظر عن مواقفنا تجاه النظام السوري،كنا وعلي أقل تقدير نتوقع استنكارا لهذه الاستباحة لأراضي دولة عربية والعدوان علي السيادة السورية،حتي مع إدراكنا لتعقد وتوتر الأوضاع وتعدد اللاعبين في المشهد السوري..فالمبكي والمضحك في ذات الوقت كان حينما سئل احد المسئولين حول الموقف العربي من التدخلات العسكرية الاسرائيلية والتركية في عمق الأراضي السورية وهوالموقف الذي غاب عنه حتي ما كنا ننتقده دوما من الشجب والإدانة فقال : نحن لا نقوم بذلك حتي لا نسلط الضوء علي الوضع المهتريء للدولة السورية!