في عام واحد حصدت الفنانة ناهد السباعى جائزتين عن أدائها لدورين مختلفين في فيلمين، الأولى كانت في المهرجان القومي للسينما المصرية الشهر الماضي، حيث حصلت على أفضل دور ثانى نساء عن فيلم "حرام الجسد" للمخرج خالد الحجر، أما الجائزة الثانية فهي جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم (يوم للستات) للمخرجة كاملة أبو ذكري في مهرجان القاهرة السينمائي 38 الذي اختتم اليوم.

كما شاركت ناهد السباعي هذا العام أيضا بفيلم "سكر مر"، الذي حصد جائزة الإنتاج الأولى في المهرجان القومي للسينما المصرية أيضا، مما يدفعنا للتساؤل عن سر تميز هذه الفنانة، وأسباب حصولها على هذه الجوائز المبكرة في حياتها الفنية، وهو مايستدعي إلقاء نظرة سريعة على البيئة التي نشأت فيها، ونوعية الأدوار التي تؤديها.

بداية لابد أن نعرف أنها نشأت في بيئة فنية متنوعة، فهي ابنة المنتجة (ناهد فريد شوقي) والمخرج (مدحت السباعي)، وحفيدة وحش الشاشة الفنان الراحل (فريد شوقي) والفنانة الراحلة (هدى سلطان)، وقد نجحت في أن تخطو خطوات ثابتة في الحياة الفنية، حيث أدت دورا متميزا في فيلم (احكي يا شهرزاد) ومسلسل (الحارة)، قبل أن تتخرج من معهد السينما، وتقدم أربعة أفلام قصيرة بالمعهد، منها فيلم (بصرة) من إخراج (أحمد رشوان)، ثم تلقت دروسا بورشة الفنان (محمد صبحي)، مما ساعدها على تقدمها في التمثيل بشكل كبير.

وقد شاركت ناهد السباعي في بطولة عدة أعمال هامة مثل أفلام (على معزة وإبراهيم) الذي يشارك في مسابقة دبي السينمائي القادم، بالإضافة لـ(حرام الجسد ويوم للستات و678 وبعد الموقعة، و18 يوم)، كما شاركت في مسلسلات هامة من نوعية(هبة رجل الغراب- الميزان-صرخة أنثي-ذات-فرتيجو).

وقد تميزت ناهد السباعي في كل هذه الأدوار بقدرتها على التنويع وتقديم الشخصيات الصعبة أحيانا، كما في (يوم للستات) الذي نالت عنه أحسن ممثلة بالقاهرة السينمائي، حيث قدمت دور فتاة تحلم بارتداء ملابس السباحة، وتنجح إلى حد كبير في تحقيق هذا الحلم، بل تكاد تكون هذه الشخصية هي الأكثر إيجابية دونا عن كل نساء الفيلم، رغم اعتبار البعض أنها أقرب لمعتوهة تمارس الحياة بأفعال صبيانية بلهاء، فهي شخصية مركبة ومترعة بالتعقيد النفسي والدرامي، لكنها أدتها بمهارة واضحة، أما دورها في "حرام الجسد" فهو لأنثي مرغوبة وسط ثلاثة رجال في مزرعة معزولة، وهو دور يشي بالإغراء والفتنة، لكنها ظهرت بصورة تقليدية باهتة، بسبب مشكلات في الفيلم ذاته.

وأخيرا فقد قدمت في فيلم (سكر مر) شخصية مسيحية تعيش علاقة معقدة يغلبها الفتور ضمن 5 شخصيات أخرى داخل الفيلم، ورغم أن هذا الدور هو أقل الشخصيات التي قدمتها تركيبا إلا أنها أضفت عليه بأدائها خصوصية ومنحته مذاقا يكشف عن طموح وفهم.

أدوارها في الدراما التليفزيونية أيضا كشفت عن تنوع وزخم ووجوه أخرى لهذه الممثلة القادرة على التلون في كل الأدوار كما في مسلسل "ذات" الذي أخرجته أيضا كاملة أبو ذكري، من خلال شخصية "سميحة"، البنت التي جاءت من الأرياف لتعيش في المدينة، وتحاول مجاراة الحياة والأفراد المحيطين بها، إلى أن تصبح مثل فتيات المدينة، بينما جسدت في مسلسل (فرتيجو) دور شقيقة هند صبري، وهي شخصية متدينة جدًا، أحلامها بسيطة تتمثل في الزواج وإنجاب أطفال وأن تعيش حياة كريمة مستورة.

ويمكن لمن يشاهد ناهد السباعي في مسلسل مثل(هبة رجل الغراب) الذي يقدم أقصى الكوميديا والهزل، ثم يشاهدها بعدها في مسلسل مثل(الميزان) الذي تقدم خلاله شخصية قمر الذكية جدا، والشريرة والوصولية التي تفعل أي شيء من أجل الوصول لأهدافها، أن يدرك ببساطة أنه أمام طراز فريد من الممثلات القادرات على التحول من النقيض للنقيض بمنتهي الخفة، والبراعة في نفس الوقت، مما يؤكد على تفردها والقول بمنتهي الثقة ودون تردد أنها نجمة التمثيل القادمة بسرعة الصاروخ، بعد أن أصبحت نجمة الألف وجه بلا منازع.