مختار عبد العال
تدمير مصر علي الطريقة السوفيتية
هناك حكاية معروفة حول الطريقة التي لجأت إليها أمريكا لتدمير الاتحاد السوفيتي عن طريق تجنيد جاسوس لها يشغل موقعا يماثل وزير القوي العاملة وتم الاتفاق علي أن تكون مهمة هذا الجاسوس وضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب.. مثلا خريج الحقوق يتم وضعه في وظيفة محاسب.. وخريج الهندسة في جمعية تعاونية.. وهكذا المهم ألا يكون الشخص فاهماً أو متفهماً لطبيعة الوظيفة وبالتالي تكون القرارات الخاطئة التي يعاني منها الوطن والمواطن وقد نجحت تلك السياسة الأمريكية في عرقلة تقدم الاتحاد السوفيتي حتي جاء ميخائيل جورباتشوف وأكمل المهمة بتفكيك الاتحاد السوفيتي وتعريضه لمشاكل اقتصادية خطيرة حيث انخفض احتياطي الذهب من 2500 طن إلي 240 طنا وارتفع ثمن كيلو اللحم من 2 روبل إلي مائة روبل وارتفعت البطالة من صفر إلي 15 مليوناً.. وبعد أن كان سعر الدولار يساوي 6.0 من الروبل أصبح يساوي 1200 روبل.. وبعد ذلك كان من الطبيعي أن يحصل جورباتشوف علي جائزة نوبل للسلام بعد ان نجح في تحقيق السلام لأمريكا والغرب.. هكذا اعتقدوا حتي جاء بوتين.
المهم ما هو الداعي لكي أسرد لحضراتكم هذا الكلام.. الحقيقة انني لا أعلم لماذا تداعت إلي ذهني هذه المعلومات عندما قرأت مقالاً للأستاذ باهي الروبي نائب رئيس تحرير "جريدة الجمهورية" في عددها الصادر يوم الأحد الماضي ويتحدث فيه عن حركة المحليات التي صدرت بعد مرور أكثر من 9 شهور علي مسابقة قيادات وزارة التنمية المحلية.. تلك الحركة التي أصدرها د.أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية وتضمنت من خلال النتائج المعلنة انها أطاحت بكوادر المحليات الذين من المفترض انهم أصحاب خبرات وتاريخ طويل في شئون الإدارة المحلية وبدأوا السلم من أوله ولم تأت حركة الوزير سوي بخمس قيادات من بين 50 قيادة في حين استحوذ أبناء القوات المسلحة والشرطة علي باقي المناصب كما ذكر الزميل الروبي.. والأكثر غرابة ان بدر حرص علي إجراء الحركة بعيدا عن المحافظين ودون استطلاع آرائهم رغم ان هؤلاء سيعملون مع المحافظين وكان يجب علي الأقل أن يكون المحافظ علي علم بالسيرة الذاتية لمن سيعين بمحافظته ويعمل تحت رئاسته حتي يكون هناك تناغم واتساق في أسلوب العمل بينهم وكان من سلبيات هذا التصرف ان بدر جمع بين محافظ بلا خبرات وسكرتير عام أو سكرتير عام مساعد يعملون لأول مرة بالمحليات وهذا سينعكس قطعا علي مستوي الأداء للمواطنين حتي ولو لعدة شهور ونحن في أمس الحاجة إلي العمل من اليوم الأول.
أنا هنا لا أتهم أحداً ولكني أتساءل وأسجل خواطر وتداعيات أتمني أن أجد الاجابة عليها حتي لا يتم بقصد أو بدون قصد تدمير مصر علي الطريقة السوفيتية.
***
قاضي الحشيش
الحمد لله لم تمض سوي ساعات قليلة بعد كتابة مقالي في الأسبوع الماضي عن قاضي الحشيش وطلب بيان رسمي بوجوده في الحبس أم تم الافراج عنه حتي صدر بيان من النيابة العامة يؤكد استمرار حبسه ثم احالته بعد ذلك إلي محكمة الجنايات.. وفي قضية مجدي ماكين بائع السمك تم التحرك أيضا وظهرت لجان لتقصي الحقائق والتحقيق.. لا أدعي هنا البطولة ولا أدعي ان هذا ثمرة كتاباتي.. ولكني أقول للجميع لا تخشوا في الحق لومة لائم وان الحقيقة والمعرفة والشفافية حق أصيل للشعب المصري وبها تنهض الأمم.. وإلي لقاء إن كان في العمر بقية وحرية.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.