أحداث الشغب والعنف اجتاحت في الآونة الأخيرة ملاعب الدوري العام لكرة القدم في كل من الدولتين العربيتين الشقيقتين الجزائر ولبنان وأسفرت عن سقوط العديد من الضحايا مصابين نتيجة ارتفاع وتيرة التعصب والتطرف في التشجيع لدي الجماهير من ناحية.. ومن ناحية أخري بسبب أخطاء الحكام.. وهو ما دفع اتحاد الكرة في الدولتين للتفكير جديا باتخاذ قرار حاسم بإقامة مباريات المسابقة بدون جماهير في المرحلة المقبلة في حالة وجود صعوبة في السيطرة علي مظاهر الشغب والعنف سريعا بما يضمن الحفاظ علي أرواح الجماهير والهدوء في الملاعب وباتت الاتحاد اللبناني الاقرب لمنع الجماهير من حضور المباريات لنهاية الموسم بينما قرر الاتحاد الجزائري الاقدام علي تلك الخطوة بصورة تدريجية بتطبيق عقوبة إقامة مباريات بعض الأندية بدون جماهير للقاء أو لقاءين علي أمل أن تسهم هذه العقوبة في إعادة الهدوء لملاعب الجزائر التي يسودها حاليا حالة من التوتر والقلق منذ عدة أسابيع.. وإذا لم تفلح هذه العقوبات في القضاء علي مظاهر العنف والشغب فإن الاتحاد الجزائري لا يستبعد علي نهج نفس خطوة الاتحاد اللبناني الذي يستعد لتطبيقها قريبا وتخضع حاليا لدراسات مكثفة من مسئوليه باستكمال مسابقة الدوري بدون جماهير لقناعتهم بأن هذه الخطوة أفضل بكثير لضمان استمرار المباريات ونشاط اللعبة من إلغاء المسابقة وتوقف النشاط تماما بسبب تفشي مظاهر الشغب والعنف وهو ما يعني ضرب اقتصاديات الساحرة المستديرة بالدولتين في مقتل وانهيار المستوي الفني للعبة.. وهو ما لم يتم السماح به علي الاطلاق وبالتالي فإن القرار الأنسب والمثالي والطبيعي هو صدور قرار بمنع حضور الجماهير ولعلنا هنا في مصر مازال بعض المسئولين يحلو لهم اللعب علي وتر نغمة عودة الجماهير للملاعب الخضراء رغم أن الاسباب التي أدت لإقامة مباريات المسابقات المحلية بدون جمهور مازالت قائمة منذ وقوع كارثة مذبحة استاد بورسعيد وبعدها حادثة استاد الدفاع الجوي..كما أن وزارة الشباب والرياضة لم تصل لحلول جذرية للخلاص من ظاهرة تنظيمات أولتراس الأندية الجماهيرية والتي يقودها حفنة من مهاويس ومجاذيب كرة القدم لأن الواقع يقول ان نجاح تجربة الحضور الجماهيري الكبير في مباراتي نهائي بطولة أفريقيا لدوري الأندية الابطال بين الزمالك وصن دوانز الجنوب افريقيا ثم مباراة منتخبنا الوطني وغانا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لا تعد مقياسا علي الاطلاق أو مبررا علي الاطلاق للحديث عن السماح لعودة الجماهير للمباريات لأن الفارق كبير بين ظروف المباريات الدولية كون الجمهور يكون فيها علي قلب رجل واحد مساندا وداعما للفريق الممثل للكرة المصرية صاحب الأرض بينما لا يوجد جماهير الفريق المنافس وهذا الواقع الدولي يختلف تماما عن حقيقة المباريات في المسابقات المحلية والتي تشهد صراعا وعنفا وشغبا وتعصبا بين جماهير الأندية المتبارية في كل مباراة أطالب كل مسئول يسعي لكسب ود الجماهير ومغازلتها ان يتوقف عن العزف علي نغمة عودتها في المسابقات المحلية فالمجتمع في حاجة لمزيد من الهدوء والأمن والاستقرار ومعه قيادات الدولة لعلاج الكثير من المشاكل والأزمات التي يعاني منها الاقتصاد للمواطن البسيط ومش ناقصة مشاكل كرة القدم.. وأري أن السؤال الذي يجب أن نبحث له عن إجابة حتي لو تم طرح الأمر علي جامعة الدول العربية لمناقشته ووضع حلول وبرامج لعلاج تفشي ظاهرة الشغب والعنف في ملاعب الكرة العربية خاصة في دول الشمال الافريقي