سامى عبد الفتاح
وزير الداخلية .. والخطوة الجريئة للمرة الثانية
أتواصل مع مقالي السباق. حول عودة جماهير الكرة الي الملاعب. وضرورة معالجة المشكلة الرئيسية في هذه القضية وهي انعدام الثقة بين روابط الأولتراس ووزارة الداخلية حيث ناشدت الوزير مجدي عبد الغفار وزير الداخلية بضرورة ان يأخذ الخطوة الشجاعة الأولي بدعوة جميع الأطراف المعنية للمناقشة والمصارحة بهدف المصالحة الصادقة.. وابدأ في مقال اليوم من حيث انتهت والتأكيد علي ان أي كلام في هذه القضية. لا يبدأ من وزارة الداخلية سيكون كلاماً في الهواء ولا قيمة له لأن كل الجهود لا تنفع بشئ ما لم تكن الداخلية صادقة النوايا في انهاء المشكلة وعودة الجماهير.. والداخلية بدورها تدرك ان بقي عدم التفاهم مع الأولتراس فإن الخطر سيبقي قائماً في أي لحظة وان الصورة الرائعة في مباراتي الزمالك والمنتخب مع صن داونز وغانا. ليست الصورة التي سيكون عليها الحضور الجماهيري في مباريات المنافسات المحلية لأن ظاهرة الأولتراس مرتبطة بعشق الأندية وليس المنتخب ومن هذا المنطلق أكرر النداء للوزير مجدي عبد الغفار بأن يفتح الملف بشجاعة ويدعو جميع الأطراف إلي مائدة المناقشة والمصارحة لازالة كل موانع الثقة الموجودة منذ خمس سنوات.. لأن هناك تصوراً خاطئاً بأن جماهير الكرة لا يجب ان تعود قبل استيفاء الشروط الأمنية التي وضعتها النيابة العامة بعد أحداث ستاد بورسعيد.. وهي شروط مهمة جداً. ولكنها لا تعالج ما في النفوس من ضغائن ولا ما في العقول من سوء فهم متبادل فالقضية أولاً وأخيراً تحتاج قدراً كبيراً من التقارب وعلاج نقاط الخلاف والرواسب المتراكمة التي تجعل أي اجراءات أمنية مثل عدمها تماماً. ما لم يأت الانضباط الأمني من الجمهور نفسه. وهذا لا يمكن ان يتحقق إلا من المبادرة المنشودة من وزارة الداخلية والتي تحتاج أن تكون في قلب الشعب كله.. وأي خطوة غير هذه الخطوة الجريئة ستكون مضيعة للوقت وتحرك في غير الاتجاه الصحيح.. بعد ان أصبحت القضية أقرب الي حالة الأزمة. وتشبه الي حد كبير حالات "الثأر" في صعيد مصر. والتي لا تحل إلا بالخطوات الجريئة والقرارات الشجاعة من طرفي "الثأر" حتي لا يكون هناك المزيد من الدماء ويعيش الجميع حياة مستقرة آمنة.. وأنا شخصياً ضد ظاهرة الأولتراس ولكنها أصبحت مثل الثأر واقع موجود علي الأرض والكثير من الدول الأوروبية تعاملت معها بنجاح. ليس بالقضاء عليها ولكن بضبط تصرفاتها. بالتعاون مع الأندية نفسها والاعلام والتواصل مع أفرادها.. ويمكن الاستفادة من كل هذه التجارب حتي نأخذ ما في روابط الأولتراس من إيجابيات ومظاهر تشجيعية جميلة ومتجددة ونخلصها من شوائبها التي لا يمكن قبول استمرارها.
أكرر علي اللواء مجدي عبد الغفار أن خطواتك الأولي المنشودة سوف يتبعها حتماً خطوات من الجميع. لأن وزارة الداخلية ستكون القاطرة التي تشجع وزارة الشباب والرياضة علي تحمل مسئولياتها بدورها في دعم كل الاستادات. بالشروط الأمنية المطلوبة وأجهزة الحكم المحلي والمحافطين في القيام بدورها أيضاً في تحسين مواصفات استاداتها والشوارع المحيطة بها. وأيضاً تشجيع دخول مستثمرين لتطوير استادات قائمة. وانشاء استادات جديدة لأنه لا يوجد مستثمر مجنون سيقبل بدخول في انشاء ستاد لا تدخله جماهير.. المشكلة أكبر من حدود متعة المشاهدة في الملاعب وتستحق ان يأخذ الجميع خطوات كبيرة وجريئة.