الجمهورية
مؤمن ماجد
مقاطعة الحلاوة
أؤيد تماماً الدعوة لمقاطعة حلاوة المولد ليس فقط لأن أسعارها مبالغ فيها جداً وليس فقط لأنها كانت سبباً رئيسياً في أزمة السكر التي نعاني منها وليس فقط لأن الغلاء يكوينا وهناك أشياء أهم نشتريها بدلاً من حلاوة المولد ولكن الأهم من ذلك كله إذا نجحت دعوة المقاطعة ستكون بداية تحرك إيجابي من الشعب.. ونحن بصراحة نكتفي بالصراخ والشكوي والعويل ولا نقوم بأي تحرك إيجابي وربما تكون تلك الخطوة الأولي.
الغريب أن حلاوة المولد لم تظهر مع دخول الإسلام إلي مصر بل أن الفراعنة هم أول من ابتكروا العروسة الحلاوة وكانوا يصنعونها من عسل النحل والدقيق ويقدمونها في الأعياد والمناسبات ولكنها منذ العصر الفاطمي ارتبطت بالمولد النبوي الشريف وأصبحت تسمي حلاوة المولد.
كانت البداية بالعروسة الحلاوة ثم ظهرت أقراص السمسمية والحمصية في الأربعينيات وتطورت بسرعة خلال السبعينيات والثمانينيات لتدخل الفوليه والبندقية والأصناف الفاخرة من حلاوة المولد.
المهم أن حلاوة المولد تحولت من مظهر احتفالي إلي عبء علي ميزانية الأسرة خصوصاً مع الارتفاع الرهيب في أسعارها حتي وصل ثمن العلبة الصغيرة إلي 500 جنيه والفاخرة إلي 1500 جنيه.
وأظن أننا جميعاً نعاني من أزمة السكر وندرك تماماً أن قرب المولد النبوي كان أحد أسباب ارتفاع أسعار السكر لأن مصانع حلاوة المولد بدأت في تخزينه وتصنيعه ليكون جاهزاً في المولد النبوي الشريف.
وأظن أننا جميعاً نشكو من الغلاء وارتفاع الأسعار وجشع التجار واحتكار المنتجين ولكننا نكتفي بالشكوي و"التريقة" وابتكار النكات ولا نفعل شيئاً إيجابياً ونلوم الدولة.
صحيح أن هناك قصوراً شديداً في دور الدولة في رقابة الأسواق ومكافحة الاحتكار ومواجهة جشع التجار لكن الأهم أن الشعب نفسه مستسلم ولا يواجه مصاصي الدماء.
الفرصة الآن أن نقاطع حلاوة المولد وإذا نجحت المقاطعة نبدأ بالدعوة لمقاطعة سلعة أخري ولو لفترة محدودة مثل اللحوم مثلاً فإذا اخترنا مثلاً مقاطعة اللحوم لمدة شهر سنجبر الجزارين والمنتجين علي خفض الأسعار ونكون نجحنا كشعب ومنظمات مجتمع مدني ولم نترك كل شيء علي الحكومة المثقلة التي تلومنا علي كل شيء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف