الجمهورية
الشيخ سعد الفقى
المظالم لا تسقط بالتقادم
افعل ما شئت فلن يصيبك إلا ما كتب الله لك. فما فعلته مكتوب وما تحياه مسجل بالصوت والصورة وما هو قادم مقدر وما قضي ربك لا يتغير. لا مكان أمام مقادير الخالق للفهلوة ورمي الناس بالباطل. قد تنجح لمرات إلا أن النهاية حتماً محسوبة ولا يظلم ربك أحداً. جنود الله لا تعد ولا تعصي. الباطل نفسه قد يكون جندياً مخلصاً للدفاع عن المظلوم. انظر خلفك استرجع الماضي ستجد بنفسك صحة ما أقول أنا وانت كم المرات عانت وكم من النوائب تكالبت. ثم سرعان ما كان الانفراج وكان العسر يسراً. فالنور يأتي بعد الظلام والليل بسواده الحالك يعقبه طلوع الفجر مهلا. فكم من البشر امتلكوا مفاتيح الايذاء ورمي الناس بما ليس فيهم وكانت النتيجة انهم تجرعوا من نفس الكأس. السعادة والشقاء ليست بيدك ولا بيدي. فهي مقادير من صنع الخالق وكم من أغنياء صاروا فقراء وكم من تعساء امتلكوا مفاتيح السعادة. قوانين البشر ومجريات الأمور تتوقف عقاربها أمام قدرات الخالق. فأمره بين الكاف والنون. وحده من "يدبر الأمر" يرفع أقواماً ويخفض آخرين. فقدر الله ان المظالم لابد أن تعود إلي أهلها وقدره أيضاً انها لا تذهب سدي. فهي حتماً مردودة. وقد أقسم الخالق بعزته وجلاله "لأنصرنك ولو بعد حين" وآه من هذا الحين. ربما يكون قريباً وقد يكون بعيداً إلا انه واقع لا محالة. انظر حولك دقق النظر. ستجد القصاص العادل وقد ردت المظالم إلي أهلها. فالمظالم لا تسقط بالتقادم والكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. حتماً ستجد ما فعلت مسطورا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف