الرياضة المصرية وما تعاني منه من آفات دمرت البنية التحتية في شتي الألعاب الرياضية بمجرد سماع خبر "قانون الرياضة علي الأبواب" وما صاحب ذلك من جدل علي أن بند الـ 8 سنوات في أيدي الجمعيات العمومية وهو قرار غاية في الخطورة وعلي نواب الشعب إلغائه وقرارات أخري غاية في الخطورة.
الحقيقة أن سن تلك القوانين الشائكة تؤكد مرة أخري استمرار التدمير الرياضي والذي تعاني منه الإدارة الرياضية بداية من رءوساء الأندية وأعضاء مجالس إدارتها مروراً بالاتحادات والمناطق الرياضية وانتهاءً بقمة الهرم الإداري ووزارة الشباب والرياضة.
تلك المؤسسات التي أذكرها الآن هي المسئولة عما آلت إليه الرياضة المصرية من انهيار وتبعات اختيار مجالس إدارات الأندية والاتحادات وهي غاية في السوء والتي أتت إلينا برجال يعيشون في زمن عبده مشتاق ولا ينتمون للرياضة والأمثلة كثيرة هنا وهناك.
ويكفي ما طال قلاع الرياضة والكرة المصرية وكبري المؤسسات الرياضية والاتحادات علي مستوي إفريقيا والتي انهارت بالضربة القاضية فريسة لمن لا يعشقون سوي الظهور بوسائل الإعلام ولا يمتلكون مقومات الإدارة الرياضية وأطلقوا علي أنفسهم خبراء هنا وهناك وهم ليسوا بخبراء.
لعلنا نتفق علي أنه بعد رحيل زمن العمالقة للرياضة المصرية وهم كثيرون تلك الكفاءات النادرة والتي لم يستطع الزمان أو المكان تعويضهم أو ميلاد أكفاء أمثالهم وهو ما لم يحدث في هذا العصر.
واليوم لا نجد سوي مجالس إدارات أندية واتحادات تفرغوا للمصالح الشخصية ممن أصابهم مرض عبدة الكراسي حباً للمال والظهور وتطلعاً للبقاء كمسئولين إلي الأبد.
من هنا نجد هؤلاء من المساندين للدولة بتضخيم الايجابيات والموافقة علي السبيات بكل قوة والمتمثلة في مجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة ومعهما لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب.
تلك اللجنة أخذوا علي عاتقهم سن القوانين من أجل تحقيق تلك المآرب المريضة في زمن ودع فيه الجميع شعار العمل التطوعي أو الذي كان شعاراً حقيقياً في زمن عظماء الرياضة الراحلين قبل أن يتلون الوسط الرياضي بتلك الشخصيات المؤسفة والتي لا تمتلك أدوات النجاح أو مفهوم الإدارة الرياضية.
بقدر ما يمتلكون من جهل وفشل أصاب الأخضر واليابس في الرياضة ومؤسساتها سواء في الأندية أو الاتحادات.. هؤلاء وضعوا أيديهم ببعضهم البعض لمساندة أهدافهم غير المشروعة.
ويكفي ان قانون الرياضة وقانون الشباب الجديد الذين يتحدثون عنه بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو وضعت أدراج الرياح والسن غير المقبول داخل ما يسمي بلجنة الشباب والرياضة والذين يمثلون الشعب في الحفاظ علي حقوقهم الرياضية.
ولكن وبكل أسف تلك اللجنة تمثل منصب الخصم والحكم ويبقون خصوماً وصناعاً للقرار معاً.
إنني أطالب الأجهزة الرقابية الشريفة إنقاذ الرياضة من هذا الفساد المستشري داخل الأندية والاتحادات ومراكز الشباب وكشف الوجه القبيح لأباطرة تلك المؤسسات ومن وراءهم من مافيا الفساد من أجل نهضة مصر الجديدة بسواعد شباب مصر الأوفياء.
وأخيراً نعزي أنفسنا لوفاة الزميل والصديق العزيز جمال وهبة والذي وافته المنية صباح أمس إنا لله وإنا إليه راجعون!!