المساء
محمد جبريل
رعاة لنجوم الكرة!
الاحتراف الكروي يلغي العاطفة. المال هو السيد المتحكم في تعاقدات الأندية. أو في الاستغناء عن نجومها. استغني الإسماعيلي عن أهم نجومه من المصريين والأفارقة الذين أغراهم نخاسو اللاعبين. أو وكلاء اللاعبين في تسمية أخري. الطريف والمؤسف أن معلقي الأهلي والزمالك الذين تابعوا محاولات تصفية النادي من نجومه عابوا عليه أنه لم يعد لديه من إسماعيلي البطولات إلا الفانلة!
أفرز الاحتراف شركات إعلانات تمول الأندية. حتي في ظروف خلو المدرجات من الجمهور. الشركة الراعية هي المورد الأهم للأندية. تنفق منها علي احتياجاتها. إذا لم يحصل النادي علي ما يغطي مصاريفه. فإنه يضطر إلي عرض بعض لاعبيه للبيع. أو الموافقة علي بيع أبرز نجومه!
بعد أن بدأ الاتحاد السكندري موسما كرويا ناجحا. أطلت عليه الضغوط المادية. أربكته. وانعكس الارتباك علي الإدارة وطاقم التدريب واللاعبين. وقد حزنت شخصيا لاستقالة وليد صلاح الدين. حتي الجمهور أعلن تخوفه من تكرار المآزق التي عاناها الفريق في المواسم الماضية.
استغني الفريق - في عز الموسم - عن نجمه عاشور الأدهم لناد سوداني. مقابل مبلغ فك جانبا من أزمته المالية. وفي مقدمتها تسديد المتأخر من عقود لاعبيه. وأعلن النادي أنه لن يوافق علي بيع نجمه الغاني كاسنجو قبل نهاية الموسم. بما يعني رضوخه لعملية الكماشة التي بدأ الأهلي حصاره بها. والوصف لزميلة صباحية!
عانت الأندية الشعبية - في ظل الاحتراف - أوضاعا مالية قاسية. لم تستطع شركات الإعلانات تغطيتها.
ظلت المشكلة قائمة. تصنع الأندية نجوما. ثم يأتي النخاس المسمي وكيل اللاعبين فيعرض العقود المغرية لتقصر الأندية الشعبية تطلعاتها علي البقاء في الدوري. أو - في حالات الطموح - علي بلوغ المربع الذهبي!
إذا كانت الرعاية الإعلانية هي السيد الآن في كرة القدم الاحترافية. فلعلي أقترح أن يقدم أحد كبار رجال الأعمال السكندريين - وهم كثر - رعايته المالية والإعلانية لكاسنجو. أو لسواه ممن تغريهم عقود الأندية الكبري. وتغري إدارات الأندية كذلك.
رجل الأعمال هو البديل العملي للشركة الراعية. بحيث تقتصر رعاية شركاته المعلنة علي نجم أو اثنين. يتكفل بسداد القيمة لعقد النجم. فلا يسعي إلي ترك ناديه. ولا يرضخ النادي لإلحاح نقص التمويل!
رجل الأعمال الراعي هو الحل المناسب - في تصوري - لأزمات الاتحاد والإسماعيلي والمصري وطنطا والشرقية ودمنهور وغيرها. فلا تصدر نجومها إلي الأندية الكبري. لقاء تعويضات مالية. زائد رديف من تلك الأندية!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف