محمد حبيب
سطور الحرية .. من يصنع الأزمات؟
فى كل يوم نستيقظ على أزمة جديدة تدب فى جميع أرجاء البلاد، وما أن ننتهى من واحدة حتى تصعد أخرى، ولا نعرف كيف تصنع؟ ومن يروج لها أو يساعد فى انتشارها؟ وقد تكون حقيقية أو غير ذلك، ومع الوقت تتفاقم ولا نتمكن من كشفها أو السيطرة عليها أو حتى حلها.
وإذا سألنا أساتذة الجامعات المتخصصين فى تدريس مادة الأزمات، يؤكدون أن لها أطرافا عدة، ومعالجتها تحتاج للسرعة المغلفة بالعلم والخبرة، ولكن للأسف الشديد تترك وتعالج بكلمات صادمة إعلاميا، ونهتم بالنفى دون أسباب منتقية حتى تكبر وتنتشر، ووقتها تتحول لكارثة من الصعب السيطرة عليها.
لدينا فى مصر من يستطيعون القضاء على مثل هذه الأزمات بما لديهم من علم وخبرات، ومؤسسات قوية قادرة على المواجهة والعلاج، ووضع الحلول المناسبة بكل شفافية وصدق وأمانة، ولكن لا نعرف لماذا لا ننجح وتستمر الأزمة وغيرها كأن صناعتها لغز يصعب كشفه، ويرجعها البعض إلى عدم قدرة المسئولين على التنبؤ، واتخاذ القرار المناسب أو التراجع عنه.
لدينا أزمة اقتصادية طاحنة منذ سنوات طويلة، ولا نجد الحلول للخروج منها، وأخرى فى الأخلاق تؤثر فى قيمنا، وثالثة فى التعليم دون تطوير، ورابعة فى الصحة، وخامسة فى السياحة، بالإضافة إلى التوابع لهذه الأزمات مثل عدم توافر بعض الأغذية ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
هل الحكومات المتتالية لم تكن تدرس بشكل جيد القرارات وسلبياتها قبل اتخاذها وردود أفعالها، أم كانت على علم وتمنح نفسها المبررات، ودائما ما يأتى بالفشل؟