الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. رحيل كاسترو.. نهاية عصر!
قل ما شئت عن الزعيم الكوبى فيديل كاسترو الذى رحل قبل يومين عن عمر يناهز 90 عاما لكن لا أحد يستطيع أن يجادل فى أنه كان رجل القرن العشرين واستحق أن يحصد بحب شعبه حزمة من الألقاب أهمها الأب والقائد والقومندان وهو ما مكنه من أن يظل الملهم والمرجعية للسياسة الكوبية حتى لحظة رحيله مساء الجمعة الماضى رغم أنه كان قد انسحب من سدة الحكم قبل 10 سنوات لحساب شقيقه راؤول كاسترو إثر تعرضه لأزمة صحية حادة عام 2006.

والحقيقة أن رحيل كاسترو يعنى نهاية عصر عمالقة المقاومة والمناداة بحرية الشعوب وحقها فى اختيار حكامها وامتلاك السيادة الكاملة على قراراتها الوطنية فقد كان امتدادا لغاندى ونهرو وتيتو وماوتسى تونج وشواين لاى وجمال عبد الناصر وملهما لنيلسون مانديلا فى جنوب إفريقيا وجافيز فى فنزويلا وسائر حركات المقاومة والنضال ضد التبعية الأجنبية فى كل أنحاء العالم.

والذين تابعوا ما كان يكتبه من مقالات فى الصحف الكوبية طوال السنوات العشر الأخيرة وهو على فراش المرض لمسوا كيف كان هذا الرجل حكيما مثقفا ذا بريق فكرى وأنه ظل وفيا لمبادئه الاشتراكية رغم غياب الشيوعية وشحوب بريقها حيث كان يعتقد بأهمية تجديد وتصحيح الفلسفة الماركسية وليس وضعها فى مخازن قطع الغيار وذلك بالعمل على صد هجمات الغزو العولمى الاستعمارى بالسعى إلى رفع المرتبات الهزيلة للموظفين وتوسيع آفاق التشغيل والتوظيف باستمرار مع إعطاء الأفضلية والأولوية للبنية التحتية والخدمات الاجتماعية باعتبارها سور الحماية للتجربة الكوبية.

وبصرف النظر عن صحة أو عدم صحة التكهنات الغربية بعدم قدرة شقيقه راؤول كاسترو على مواصلة ذات النهج بسبب عدم امتلاكه لكاريزما القومندان فإن حجم الحزن والدموع الذى غطى كوبا منذ إعلان نبأ الوفاة ربما يساعد فى إطالة عمر تجربة كاسترو ولو لسنوات قليلة مقبلة تحت تأثير عبارته الشهيرة «كلما تابعت الأخبار المفزعة فى بورصة وول ستريت فى نيويورك أحسست أكثر بأن كارل ماركس كان على حق»!

خير الكلام:

<< تستطيع الشمس أن تجفف مياه المحيط ولكنها لن تجفف دموع المحتاجين !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف