وسط الأحداث المتلاحقة والتي يصعب حصرها.. تفوتنا بعضها والتي يجب أن نتناولها.. خاصة الرموز المصرية التي لا يمكن تجاهلها لأهميتها في حياتنا الثقافية والفنية.. ولكن.. للأسف.. بعض هذه الرموز انتقلت مؤخراً إلي الرفيق الأعلي دون أن يشعر برحيلها أحد لأن أجهزة الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمؤسسات الثقافية والفنية لم تهتم وتسلط الضوء عليها مثل غيرها ممن فقدناهم وقامت الدنيا ولم تقعد منذ رحيلهم.. والأمثلة كثيرة.
من هؤلاء الرموز.. ثلاث شخصيات.. أولها: الأديب المتميز "فكري النقاش" الذي فقدته حياتنا الأدبية المصرية والعربية في الثاني من شهر نوفمبر الحالي ووافته المنية بأحد المستشفيات عن عمر ناهز 71 عاماً.. والجدير بالذكر انه بدأ حياته العملية بالتعيين عام 1969 بالإدارة العامة للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة والتي واصل العمل بها حتي وصل إلي منصب مدير عام النشر بالهيئة ثم أحيل للتقاعد عام ..2005 وبعيداً عن عمله الوظيفي أثري فكري النقاش المكتبة المصرية والعربية بالمؤلفات المسرحية مثل: مهرجون وخونة. السلطان الأخير. ملك الأمراء. مهزلة مملوكية. المتنبي في الطريق إلي بغداد. النسر الأعمي. سيف ووسادة. متاهة مصرية. مقتل عثمان.. فكري هو أحد أفراد أسرة النقاش الثقافية فهو نجل الشاعر عبدالمؤمن النقاش وشقيقه الأكبر رجاء النقاش ومن أشقائه أيضاً المترجم وحيد النقاش زوج الفنانة فاتن أنور والكاتبة المتميزة فريدة النقاش زوجة الكاتب الصحفي حسين عبدالرازق والمخرج والناقد السينمائي عطاء النقاش والصحفية أمينة النقاش زوجة الكاتب الصحفي صلاح عيسي والمونتير السينمائي بهاء النقاش والمحاسب عاصم النقاش.
والراحل الثاني الذي فقدناه.. هو الباحث والمؤرخ السينمائي الكبير "يعقوب وهبي" أحد الذين عاصروا ميلاد الثقافة السينمائية في مصر وشارك في تأسيس وإشهار "جمعية الفيلم" وتخصص في تسجيل وتأريخ الأحداث والشخصيات السينمائية من خلال مقالاته وكتبه ومن بينها الأعمال الكاملة للناقد السينمائي سامي السلاموني.
أما الراحل الثالث فهو الكاتب والسيناريست الشاب العبقري "عبدالله حسن" الذي جذب انتباه الجمهور والحقل الثقافي وأهل الفن بمجرد عرض أول أعماله الدرامية "فوق مستوي الشبهات" بطولة النجمة يسرا والذي عرض خلال الماراثون الرمضاني للعام الماضي وحقق نجاحاً كبيراً..
لقد رحل هذا المؤلف الشاب الموهوب عن عمر ناهز 34 عاماً إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة.
رحم الله رموزنا الثلاثة: فكري النقاش ويعقوب وهبي وعبدالله حسن..
ويا أهل الفن والثقافة والإعلام والفيس بوك.. تعيشوا.. ولا تفتكروا!..