مع تواصل الاجيال تظهر اهمية قيام الانسان بتقديم الوفاء للشخصيات التي لها فضل واضح علي مسيرته الحياتية وعلي مصر الوطن الغالي. واتقدم بالوفاء والعرفان والتقدير لأبي وأمي وزوجتي وستة رجال عظماء كان ومازال لهم تأثير واضح علي مسيرة حياتي منذ ولادتي وحتي الان.
وأولهم والدي عبد الباسط هدهود الذي كان له الفضل في تربيتي وغرس روح الوطنية
والانتماء للوطن والتحاقي بالكلية الفنية العسكرية وانتمائي للمؤسسة العسكرية لمدة خمسة واربعين عاما و بث فينا روح المحبة و الاهتمام بالعلم والعمل والتمسك بمبادئ الدين وقضاء حوائج الاهل والاقارب. وعلمنا مبادئ الاقتصاد والتنمية واحترام الكبير والصغير والتسامح بين المسلمين والاقباط وللاسف توفي صغيرا نسبيا ولم نستمتع بالتعايش معه بعد تخرجنا وزواجنا.
وتولت والدتي محاسن السعيد تربيتنا لمدة 27 عاما وزواج باقي اخوتي وعلمتنا مبادئ الحب والتسامح وبذلت اقصي مجهود لتجميع الاولاد والاحفاد علي هدف واحد حتي وفاتها.
ولقد مررت طوال حياتي بست شخصيات تعاملت معهم كبديل لوالدي ووالدتي واولهم جدي المهندس السعيد ابراهيم الذي علمني حب الوطن والتواضع وانكار الذات وعدم التعالي علي اي شخصية والحنية تجاهي رغم انه كان اول مواطن يتعلم تعليما عاليا هندسيا في القرية وأول مصري يقوم برصف طريق جدة مكة عام 1947 م.
ثم تعاملت مع اب ثالث الفريق ابراهيم سليم مؤسس ومدير الكلية الفنية العسكرية من الخمسينيات حتي السبعينيات من القرن الماضي وكان يتعامل معي كابنه وخاصة بعد التخرج والعمل بالكلية واحالته للمعاش وزيارتي له المستمرة بمنزله حيث قال في احدي الزيارات بأني سأكون أول ضابط سوف ينجح في تصنيع معدة عسكرية مصرية بالجهود الذاتية وقد كان فيما بعد. والحق يقال يمنع هذا الأب ساعد كثيرا في تنمية مصر حاليا ومستقبليا من خلال نجاحه في تربية وتخريج أجيال من الضباط المهندسين النابغين الذين لهم دور مهم حاليا في تنمية مصر ومازالوا يعملون للمشاركة في تطوير مصر الوطن الغالي حيث علمنا اهمية الانتماء للوطن وعدم البحث عن المال كمطلب اساسي بل الايمان والعلم والعمل.
والشخصية الثالثة وأبي الرابع هو والد زوجتي محمد سمير ابراهيم ذلك الرجل الذي لم أر مثله طوال حياتي من حيث الاقتناع والرضا والاهتمام بالعلم والابتكار والتواضع والبعد عن الاضواء والنوم ليلا مرتاح البال وعدم الجري وراء المال والشهرة وحبه الجم لي واعتباري ابنا له ومسئولا عن باقي ابنائه.
وابي الخامس المشير أبوغزالة الذي اهتم بالصناعات الحربية والمدنية المصرية ونجح في تحويل بعض الورش الرئيسية لمصانع كبري مثل مصنع 200 الحربي لصناعة الدبابات الذي يعتبر من أقوي المصانع الحربية بالشرق الاوسط وتم زيارته منذ اسبوعين بواسطة لجان من مجلس النواب. واهتم بدعم وتقوية جهاز مشروعات الخدمة الوطنية واول من قام باستصلاح الاراضي في توشكي والعوينات ومشروعات التربية الحيوانية والداجنية والسمكية وانشاء مصانع التأمين الغذائي المنتشرة في عدة اماكن بمصر. ولا انسي زيارتي له اثناء مرضه بمستشفي الجلاء بالقوات المسلحة عشية وفاته وكان معي نجلي الدكتور محمد في حضوراللواء شكيب حيث قال له يجب ان تكون فخورا بوالدك لدوره الايجابي بالقوات المسلحة وشكي لي وهو يبكي من عدم قدرته علي تحريك قدميه من شدة الالام وابكانا جميعا لرؤية عملاق مصري وهو يحتضر بين ايادي الله سبحانه وتعالي.
وابي السادس المشير حسين طنطاوي ذلك الرجل الذي لم ينصفه التاريخ حتي الان ذلك الرجل الوطني الذي أفني حياته في تطوير القوات المسلحة وبث روح النظام والانتظام والتوثيق والاهتمام بالمتابعة وبث روح الجماعة والاهتمام بالعمل والامن وشعوري كلما كنت في اجتماع مع سيادته بأني أري أبي مرة أخري. هذا الرجل الذي قام بدور مهم وحيوي وتاريخي لصالح مصر والشعب المصري كله قبل ثورة 25 يناير وما بعدها.
وابي السابع الفريق مجدي حتاتة الذي لم اتقابل مع اي شخصية مصرية بمستوي الوطنية والانتماء للوطن مثل سيادته. لقد كان يدير عمله بالقوات المسلحة كأب لكل ضابط وصف ضابط وجندي ولا انسي موقفه معي عند حدوث حادث طريق لي عام 1998 ولا انسي مشاركته لي في الافراح والمأتم وما كان يعمله مع كل الضباط.
زوجتي فتينة محمد سمير التي شاركتني حياتي منذ 43 عاما وتعلمت منها مبادئ التخطيط المتميز للحياة والتمسك بالدين الاسلامي والتقرب لله سبحانه وتعالي وانكار الذات والتدين والتمسك بالصلاة وقراءة القرآن ومعاملة كل شخص بأسلوب تعامله معنا.
دعائي لكل متوفي بدخوله الجنة والغفران له ولكل مازال علي قيد الحياة بطول العمر ودوام الصحة وموفور السعادة يارب يارب يارب.
وربما يتساءل القارئ لماذا هذا المقال. وأرد بأن الموقف الحالي للشعب المصري والموقف الاقتصادي الحرج لمصر كلها يستلزم مننا نشر مبادئ الحب والمساواه وتقديم الوفاء والجميل والتقدير لكل مصري وطني ساهم ومازال يساهم في تنمية هذا الوطن وحمايته ورفع مستواه الاقتصادي.