سيد ابو اليزيد
التسريب والترغيب والترهيب!!
* ليس من المتصور أن تمتد ظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة الي امتحانات الميدتيرم للفصلين الدراسيين الأول والثاني لتلاميذ مرحلة التعليم الأساسي من الابتدائي وحتي الاعدادي بشكل يدق ناقوس الخطر لامكانية هدم قيم نسعي لترسيخها في عقول صغارنا من الطلاب بأن لكل مجتهد نصيب ومن جد وجد..بل ان الظاهرة قد تؤسس لمنظومة جديدة قائمة علي أن هناك من يسرب الامتحان وآخر يحتاج للتسريب.. والاثنين نفوسهما ضعيفة!!
** وبالتأكيد نجاح الوزارة المختصة في حل مشكلة التسريب لن يدفع القلة من المعلمين المعروفين بانعدام الضمير في التجرؤ علي تسريب امتحانات "الميدتيرم"!!
** لكن يبدو أن البعض من أولياء الأمور يشجعون هؤلاء القلة الذين انحرفت ضمائرهم وفقدوا أمانتهم لتسريب مجموعة من أسئلتهم بالامتحانات المعروفة "بالشهرية" مقابل استمرار أبنائهم في دروسهم الخصوصية.
** وإذا كانت كلمة "تسريب" في الزمن الماضي من المستحيل أن ينطق بها آباء التلاميذ باعتبارها رشوة.. إلا أنه علي ما يبدو أصبحت مسألة عادية خلال الايام الحالية.. وتحول بعض الآباء خلال الوقت الراهن الي باحثين عن واضعي أسئلة الامتحانات للتعاون معهم وكله بحسابه.. في حين ان المعلم الذي خالف ضميره حتي ولو لم يحصل علي المقابل يريد أن يثبت للآباء أنه واضع الامتحان بدليل تسريبه لعدد من الأسئلة قبل صباح الامتحان!!
** يبدو أن بعض الآباء يساهمون بمثل هذه التصرفات في إعلاء القيم المنحرفة والهدامة والتي لا تسهم في أن الحق يذهب لامتحان من الطلاب المجتهدين والمعتمدين علي أنفسهم في استيعاب مناهجهم العلمية.. وطمأنتهم لأبنائهم بأنهم سينجحون في الامتحان بطرقهم الملتوية وأنه ليس شرطاً الاهتمام بمستوي ابنه العلمي!!
** وسط مثل هذه التجاوزات ضاعت قيم الصدق والأمانة والاخلاص والتمسك بالأخلاق الحميدة.