الجمهورية
بهجت الوكيل
الحرائق وهشاشة الدولة الخارقة
أعادت النار التي التهمت اسرائيل الأسبوع الماضي الأذهان إلي الحرب الصهيونية التي تشنها اسرائيل وحلفاؤها علي العرب منذ اندلاع ثورات الربيع العربي قبل ستة أعوام حيث استخدمت اسرائيل كل وسائل الحروب المشروعة وغير المشروعة لتقسيم العرب ودولهم إلي دويلات ومدن تحارب بعضها البعض حتي تنشغل الشعوب العربية بهذه الأحداث وغيرها وتفوز هي بكعكة "النفط" وتستقطب بعضاً من هذه الدول.
هذا الحريق أثلج قلوب الملايين من العرب لأن بعضهم اعتبره "غضباً إلهياً" لتصديق اللجنة الوزارية الاسرائيلية لشئون التشريع علي مشروعي قانونين يقضي أحدهما بتنظيم المستوطنات وتحويل البؤر الاستيطانية إلي مستوطنات والآخر يمنع الأذان في المساجد الإسلامية حيث أقاموا الاحتفالات وسهروا للصباح وأصدروا "هاشتاج" علي مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "اسرائيل تحترق" مؤكدين خلاله ان هذا عقاب إلهي وانتقام منهم لما يفعلونه ضد العرب من مجازر وخلافه.
هذه الاحتفالات جاءت تعبيراً عن فرحتهم وانتصار الله لهم وتعويضاً عن صمتهم وقلة حيلتهم في مواجهة العدو.
هذه الحرائق كشفت هشاشة "الدولة الخارقة" التي يخشاها الكثير من الدول فلم يستطع المسئولون الاسرائيليون في السيطرة علي الوضع رغم مشاركة دول "قبرص وروسيا وفرنسا واليونان وإيطاليا وتركيا" في محاولة إخماد الحرائق التي اندلعت في مناطق "حورون ودوليف ونتاف وزيخرون" هذا بخلاف حيفا ولكن إرادة الله قد نفذت حيث التهمت نيران هذه الحرائق المنازل وبعض المواقع العسكرية الاسرائيلية مما دفع ذلك نتنياهو لإلقاء خطاب أوضح فيه أسباب ونتائج تلك الحرائق مؤكداً ان اسرائيل أصبحت تمتلك أسراباً من الطائرات المكافحة للنيران لكنها لا تزال في حاجة إلي بعض المساعدات مثل طائرات لإطفاء حرائق الغابات هذا بخلاف مطالبته لمجلس الأمن القومي بتحديد المساعدات المطلوبة والحصول عليها بشكل فوري ومنظم بالإضافة لتخصيص ميزانية لبناء خطوط عازلة بين الغابات والاحراش والحقول والمدن والبلدات المحيطة بهاً.
هذه الحرائق جعلت كثير من شعوب الدول العربية يتذكرون قضية النزاع العربي الاسرائيلي منذ حرب فلسطين في عام 48 التي شارك فيها جيوش الدول العربية المجاورة لإسرائيل بخلاف المتطوعين من البلاد العربية والإسلامية ضد قوات المنظمات الصهيونية المختلفة التي تأسست قبل إعلان دولة اسرائيل عام 1948 والتي نتج عنها هزيمة العرب وتشريد الشعب الفلسطيني إلا أن هذه الحرائق ردت ان انتقام الله هو الأقوي.
هذه الحرائق أكدت انه مهما طال الزمن فلابد من وحتماً ان الله هو القادر علي الانتقام من الظلمة والفاجرين مهما كانت قوتهم ومهما كان تسليحهم حتي لو كانوا في بروج مشيدة. فها هي اسرائيل يخشاها العرب ويتحالف معها البعض إلا أن انتقام الله كان الأقوي والأسرع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف