كنت أعتقد أن القيادة فى قطر باتت من الحكمة والرشادة السياسية، وقد تعلمت من دروس وأخطاء الماضى السحيق الذى وقعت فيه خلال حكم الوالد الشيخ حمد بن خليفة، وأنه بات من الضرورى إحداث حالة من الطلاق البائن مع الماضى، أى توقف تلك الممارسات الممجوجة بحق اخوة وعواصم عربية ظلت تناصبها العداء والكيدية وتفتعل معها المعارك الوهمية، وتسلط عليها منصتها الإعلامية المعروفة باسم الجزيرة، الزاعقة والساعية إلى الفساد والتخريب وإشعال نيران الحرائق الجوالة فى أوصال العالم العربي، وتفخيخ جنباته بالأخبار والبرامج المسمومة التى صدرت الفتن والتخريب والتقسيم والتشظى والحروب الأهلية وتخريب غالبية العواصم العربية.
فانظروا ماذا فعلت قطر والشيخ تميم والجزيرة سلفا وحاليا فى كل من سوريا وليبيا والعراق، ويمن المخربين فى عهد الحوثيين والشاويش الانقلابى على صالح.
ناهيك عن الدور المشبوه الذى لعبته لأكثر من 15 عاما فى تمزيق وحدة الصف العربى وتخريب البلدان وحرق الخرائط العربية والسيناريوهات المبرمجة لتشجيع قوافل القتل الطويلة وامواج الفرق بفعل النكايات القطرية فى المنطقة، ولكن من أسف.. هيهات تتعلم جزيرة الأمين تميم، حيث برغم جملة الفشل الذى منيت بها طيلة السنوات الماضية وباتت تتوارى عن الأنظار وحظيت بالمرتبة الأخيرة فى منصات المتابعة والمشاهدة بفعل حالة الانكشاف والتعرى التى أصابت الحكام فى قطر وداخل تلك الماخور الإعلامى الذى يسمى «جزيرة الشيطان»، عادت من جديد لسفه العناد والهرولة نحو السوقية والابتذال وتبنى حملات مسمومة ضد مصر وجيشها الوطنى فى محاولة مزرية ساقطة للنيل من وحدة وصلابة وقوة ومنعة تلك المؤسسة العسكرية التى باتت مصدر فخر وقوة وسيفا ودرعا لكل عربى قبل كل مصري، بامتلاك وتواجد مثل هذه القوة العسكرية المصرية، الباطشة الرادعة لكل ما يهدد الأمن القومى العربي، بجانب الأمن القومى المصري.
لا شك فى أن لجوء تلك المحطة إلى بث تلك السموم والأحقاد، واتباع نظرية التخريب المتعمد للنيل من وحدة المؤسسة العسكرية المصرية بأوامر وتعليمات وإشارات واضحة وليست ضمنية، من قصر آل خليفة فى قطر، لأنه ليس من الممكن الخوض فى تلك الملفات وتلك القضايا الحساسة الشائكة إلا بتعليمات الأمير الحاكم تميم، أو الأب المتخفى خلف الأبواب الشيخ حمد بن خليفة، الذى مازال يحكم ويوجه، هى جريمة لا تغتفر ولا تنسى حيث تراكم جزيرة قطر وقصر آل خليفة منسوب الغضب والاحتقان والكراهية ضد كل هؤلاء الذين سعوا طيلة السنوات الماضية ويسعون حاليا للعبث والنيل من وحدة أراضيهم ومقومات أمنهم القومى ومنعة وقوة ووحدة وصلابة قوتهم العسكرية، ممثلة فى هذا الجيش العظيم، حتى بات الإطار الحاكم لعقلية وقلوب المصريين وفطنتهم تجاه قطر الأسرة الحاكمة وتلك المحطة، اننا فى مصر لن نغفر ولن نسامح مهما طال الزمن، ولابد يوما أن يكون الجزاء من جنس العمل.
اننى مثل الغالبية العظمى من المصريين، لم أكن أتصور أو يدر بخلدى أن تصل الكراهية والخسة والنذالة وحالة التخريب العقلى الذى تمارسه تلك المنصة بتعليمات وإشارات آل تميم، واللدد فى الخصومة تجاه مصر وشعبها وقيادتها وأمنها القومي، أن يلجأوا إلى مثل هذا الإسفاف والسقوط المريع للعبث بوحدة وأمن الجيش المصرى، ونشر تقارير مغلوطة ومسفة تسعى لإحداث شرخ وتخريب داخل المؤسسة العسكرية والنيل من أبنائها الشوامخ، سواعد البناء والتعمير والتنمية، وتغيير مسار خريطة الحياة على أرض مصر حاليا، ناهيك عن التضحيات العسكرية البارزة والمسطرة بدماء الفخر والاعتزاز لحماية الحدود وأرض الوطن بكل جغرافيته الشاسعة العميقة وتوفير المظلة الحامية واليد الطولى لذراع الحق والنصر، ونشر الأمن والأمان فى ربوع هذا الوطن الفريد والاستثنائى حاليا فى منطقة تموج بالصراعات والانقسامات والتقسيم ورسم حدود دولها، وخرائطها المتصدعة بالدم كما نرى فى أكثر من بلد وإقليم.
ولكن يبدو أن مثل هذا النجاح وتلك المعجزة العسكرية فى مصر والتى تسمى المؤسسة العسكرية الفريدة والاستثنائية فى المنطقة، لم ترق لتجار المواجع والمآسى فى قطر، تلك الدولة المأزومة الآيلة للسقوط لا محالة يوما ما لأنها لا تملك جيشا ودرعا ودويلة خاوية بلا حدود ولا حماية ولا شبكة أمان أمنية أو عسكرية تعتمد على المرتزقة طلبا للحماية والتأمين، أو تأجير الأرض والعرض هناك للأمريكان وغيرهم لإقامة وتدشين القواعد العسكرية ومظلات الحماية العسكرية، وقد صدق حافظ الأسد يوما حيث قال إن تأجير الأرض والعرض كفر ونخاسة.
لكن يبدو أن مؤامرة الجزيرة الأخيرة وعقلية التآمر والكيدية واللدد فى الخصومة من تميم وآل خليفة، فحواها الحقيقى هى نيران الغيرة والحقد التى تأكل قلوبهم وعقولهم حتى اللحظة من استمرار هذا الوطن ـ مصر ـ فى السعى نحو النجاح وقفزات التقدم على مسارات الأمن والاستقرار والبناء والتعمير، ونجاحات التنمية والعمران والتخطيط لمصر العظيمة فى 2030، وتأهيل قدرات هذا الجيش الأسطورة، برغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة وكل حملات التشكيك والإفشال والتحريض وتصدير الأوهام والفشل الذى خاب مسعاهم فيها لأكثر من 6 سنوات منذ ثورة 25 يناير، وبلغت ذروتها مع انطلاق ثورة 30 يونيو لبث وتأجيج حملات التقسيم والانهيار والتخريب والاقتتال ونثر الفتن التى وقفت وراءها الجزيرة بقضها وقضيضها، ووفرت لها أسرة تميم كل هذه السنوات حاضنات الأموال العابرة للحدود عبر صناديق وأجولة الدولارات لهدم وتخريب وتركيع هذا البلد مصر، ولكنهم حتى الآن فشلوا بامتياز.
ربما أتفق مع الغالبية منا أن ما يحدث ويحاك ويخطط له فى قطر ضد مصر جريمة لا تمحى ولا تغتفر، وستظل عالقة برقابهم أبد الدهر، ونقول لهم وللشيخ تميم: لقد أخفقت لتوك وبالتالى آن لك أن تتخلى عن تلك المهازل بحق مصر، وأن توقف تلك الممارسات الشيطانية الصبيانية التى تتبناها تلك المحطة المأجورة، فقد تجاوز الزمن والأيام مصداقيتها وأصبحت من الماضي، ولتوقف تلك الترهات والتخلى عن سياسة وموضوعات تلك المحطة المملة النمطية والمكررة والمستهلكة ضد مصر، ولتوقفوا فتنتكم الآن قبل الغد، وأنت ستكون واهما إذا اعتقدت أن مثل هذه السخائف من الجزيرة وغيرها عندكم ضد مصر ستؤثر