محمد جبريل
أردوغان يبكي جنوده في الباب !
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهم الجيش السوري بالتسبب في مقتل ثلاثة جنود أتراك. وإصابة عشرة. بمدينة الباب. وتوعد بالرد العنيف علي هذه العملية التي استهدفت تحرك القوات المسلحة التركية في ريف حلب. بداية بمدينة الباب. ضمن عملية سماها الرئيس التركي ردع الفرات. ودفع اعداداً هائلة من جنوده لإتمامها.
الباب مدينة سورية. وبعد إتمام الاستيلاء عليها فإن الهجوم التركي - حسب قول أردوغان - سيقتحم المزيد من المدن السورية!
مع طرح علامة استفهام هائلة بحجم الغزو التركي للأراضي السورية. فإن النظام التركي دعم فصيلاً من المعارضة لتوسيع جبهات القتال التي صارت ساحات حرب أهلية. تدعم فيها موسكو الجيش السوري أمام التدخلات الأجنبية. سواء في صورة قوات أمريكية تحت مسمي التحالف الدولي. أو فصائل متباينة الشعارات. دعمت. ومولت. من حكومات الغرب ودول في الإقليم.
التوعد بالثأر لمقتل الجنود الأتراك في عملية احتلال أرض سورية. يذكرنا بالماضي القريب. حين أدان أردوغان حكومة العراق لاعتراضها علي الاحتلال التركي لأراض علي الحدود. وكان تبرير السلطة التركية لمحاولة الاشتراك في استعادة البعشيقة العراقية. واحتلالها الحالي لمدينة الباب السورية هو محاربة تنظيم داعش.
ما يقوض الادعاء التركي - في تقدير المراقبين - ان التنظيم الإرهابي انشئ برعاية أنقرة. أو انها الطرف الرئيسي في التخطيط لإنشائه. وتمويله بالمال. ودعمه بالمال والسلاح. ومساعدة افراده علي عبور حدودها الي داخل الأراضي العراقية والسورية. ومن ثم اتساع عملياته الإرهابية لتشمل بقاعاً كثيرة في العالم.
معظم التقارير والتحليلات أطالت التوقف أمام العلاقة بين النظام التركي وداعش. اشارت الي نقل المخابرات التركية زعيم داعش - عقب هجوم القوات العراقية علي إرهابي التنظيم في الموصل - إلي الأراضي التركية. سبق ذلك تزويد داعش بكميات هائلة من الأسلحة في منطقتي الموصل وتلعفر في العراق. وفي مدن الحدود السورية. وثمة تأكيدات بأن عدداً من قيادات الجيش التركي. تركوا مواقع لهم في الأراضي العراقية. بعد عملية تحرير محافظة نينوي. ورافقوا زعيم داعش في عملية نقله الي الأراضي التركية.
المثل يقول: ضربني وبكي. وسبقني واشتكي. واعتراض الرئيس التركي علي رفض احتلال بلاده اراض عربية. يجاوز المعني. ما حدث في القطرين العربيين مؤامرة. شارك فيها الرئيس التركي بوهم استعادة تركيا. أو ما كان يسمي رجل أوروبا المريض. عافيته. واختلاق التنظيمات التي تحاول - بالشعارات التي تسئ إلي سماحة الإسلام. وبالمذابح والدمار - إعادة ما صار جزءاً من ماضي الاستعمار!