د . جمال المنشاوى
قولاً واحداً.. رغم أنف الشيوخ المتصهينين.. إسرائيل هي العدو الأبدي!
.. وبما أن الموضة الغالبة الآن.. والجالبة للأرزاق.. والجاذبة للقاءات الفضائيات, والفاتحة لأبواب التزلف للحكام والسلاطين الموالين للصهاينة, والقائمين علي تنفيذ الأجندة الصهيونية بالوكالة, خرج علينا أحد أصحاب العمائم, القافزين علي ثورة 25 يناير بادعائه المستمر أنه خطيب الثورة, وأحد منتفعي الثورات, والباحث عن الثروات, خلف شاشات الفضائيات, عندما سُئِل عن تقييمه للحرائق الحادثة في إسرائيل, فأظهر إمتعاضاً مُتكَلفاً, وأسيً مُصطنعاً, إستنكاراً لهذا الشعور, وتصغيراً وتحقيراً من مُحسيه وشاعريه, لماذا لا فض فوك! ؟, لأن إسرائيل ليست هي العدو, بل هي عدوُ مُهادَن, والأعداء الحقيقيون الذين نتمنى كما يقول هو أن تشتعل النار في قلوبهم وبلادهم قطر وتركيا, وبصرف النظر عن الخلاف المصري مع تركيا وقطر ليس هذا مجال تفنيده ولا تحليل المُخطئ والمصيب فيه, وهو أمرٌ خاضعٌ للإجتهاد والخلاف والشك أحياناً, لكن الذي لاشك ولا ريب فيه ولا مواربة ولا مهادنة أو مساومة, أن إسرائيل هي العدو اللدود للأمة العربية عامه ولدولة مصر بخاصة, وتاريخها تجاه العرب والمسلمين تاريخُ أسودُ مُلطخٌ بالدماء والأشلاء والقتل والإجرام الغير مسبوق, نسي الشيخُ المُعمم كيف نشأت دولة إسرائيل, نسي عصابات الهاجاناه بزعامة بن جوريون وجرائمها تجاه الفلسطينيين, نسي المذابح وتفجير القنابل وفتح الرشاشات والسيارات الملغمة في أسواق حيفا ويافا من عصابات الإتسل الصهيونية, نسي مذابح القدس وباب العامود والبريك والخصاص وبلد الشيخ, نسي مذبحة دير ياسين وقتل الشيوخ والشباب والأطفال والنساء وبقر بطونهن !, نسي مذابح ومجازر فندق سميراميس والسرايا القديمة وقطار يافا القاهرة, نسي مجزرة يازور وسعسع وبناية السلام وشارع عباس والحسينيه والرمله, نسي مجزرة قالوينا واللجون وناصر الدين, نسي مجزرة صفد وطبريه وعين الزيتون وأبو شوشه, نسي مذبحة بيت داس والطنطوره وجمزو واللد, نسي مجازر المجدل وعرب المواس ومجد الكروم وأم الشوف والصفصاف وجنز, وكلها مجازر موثقه ومدونه بالتاريخ, وقام بها قادة الكيان الصهيوني بدءا من بن جوريون وأشكول ومروراً بجولدا مائير ودايان وأبا أيبان, وبيريز ورابين وشارون ونتنياهو وليفني وأليعازر وغيرهم, وتتراوح بين النسف والتقتيل وتفجير القنابل والقطارات والبيوت وقتل المدنيين وزرع الشحنات الناسفة, نسي مذابح صابرا وشاتيلاو قانا في لبنان, نسي مذابح بحر البقر وأبو زعبل في مصر حيث قصفوا مدارس الأطفال والمصانع المدنية, نسي تفجيرات الصهاينة والشحنات الناسفة للخبراء الألمان في مصر, نسي قتل الأسري المصريين ودفنهم أحياء في رمال سيناء وإجتثاث رءوسهم وأعناقهم بأجنحة الطائرات, نسي إيمان حجو الطفلة الرضيعة القتيلة ومحمد الدره !, نسي تهجير الفلسطينيين واغتصاب أرضهم وطردهم من مساكنهم وبيوتهم إلي شتات الأرض, نسي جرائم إسرائيل في غزه وضربها بالصواريخ لمساكن المدنيين وتهديمها فوق رءوسهم, نسي الشيخ المُعمم الثورجي كل هذا, وتغزل في سلام إسرائيل ووداعتها المُصطنعه, ولا يعلم أو يتناسي أن هذه الوداعة ما هي إلا ظرف مؤقت لأن الجميع أصبح يعمل لحسابها ولمصلحتها, ويتم تخريب بيوتنا بأيدينا وتقسيم ديارنا وإضعاف جيوشنا وتفتيتها لمصلحة هذا الكيان اللقيط البغيض, وعندما تفيق الأمة وتجمع شتاتها سيري حقيقة هذه الوداعة والسلاسة في التعامل, وسيكشف هذا الكيان عن وجهه القاتل الذي لا يرقب في مؤمنٍ إلا ولا ذمه, الشيخ المُعمم الثورجي يروج للكيان الصهيوني ويساهم في تغييب عقل الأمة والأجيال الناشئة التي قد تجهل الكثير من جرائم هذا الكيان العنصري, الشيخ المُعمم يقوم بدور علماء بني إسرائيل الذين عرفوا الحق وكتموه بل أفتوا بخلافه فشبههم الله عز وجل بالكلب الذي إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث, كما وصف بلعام إبن باعوراء العالم اليهودي الذي تنكر للحق وأفتي بخلافه, الرجل الأزهري يستخدم زيه وشهرته لتخدير وتخديل الشعور الحقيقي والواقعي تجاه هذا النظام العنصري المُغتصِب الناشر للفتنه في بلاد المُسلمين المؤجج لها, والداعم لفرقتها وتمزيقها, هؤلاء المشايخ المُتصهينين وعمائم السلطة الذين يريدون ويسعون لتحويل الدفة وإبعاد الأنظار عن هذا العدو الحقيقي اللدود يجب كشفهم للناس وتعرية بواطنهم الخبيثة لأنهم يساهمون في هزيمة الأمة فكرياً وعقيدياً وواقعياً, عمائم السلطان المُتصهينين أخطر علي الأمة من هذا العدو الذي نحذر منه لأنه عدوُ ظاهرُ أما هؤلاء فيتسللون تسلل السم في الأوردة فيقتلون فيها روح المقاومة والمغالبة والاستعداد والجهاد لمقاومة أعدي أعدائها, هؤلاء الشيوخ المُتصهينون من عينة المُنخنقة والموقوذة والمُتردية والنطيحة وما لفظ السبع آن لهم أن ينزوا ويندحروا فليس لهم مكانُ بين العلماء الربانيين الذين يجهرون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم, ولا يطمعون في لقاء فضائي أو مجاورة ممثله في برنامج تليفزيوني! ** كاتب وباحث مصري