محمد نور الدين
الخطط جريئة.. والخطوات بطيئة..!!
ما أكثر أقوالها وأقل أفعالها.. ما أروع خططها وأبطأ وسائلها.. ما أقوي قراراتها وأضعف تطبيقاتها.. تعد وتتباطأ في الوفاء.. تتعهد وتتثاقل في التنفيذ.. تحدد الهدف وتختار أطول طرق الوصول إليه!!
باختصار.. هذا رأي الكثيرين في أداء الحكومة.. الذي لم يرق إلي مستوي طموحات المواطن البسيط.. فرغم المساندة والمؤازرة الشعبية لقراراتها المؤلمة وإجراءاتها الحتمية.. ظلت خطواتها تفتقد إلي السرعة المطلوبة.. وبقي عملها يشوبه التردد والتذبذب.. ومازالت حتي الآن تقدم خطوة وتتراجع أخري!!
وعدت بضبط الأسواق. وتفعيل دور الأجهزة الرقابية.. وتوفير كافة السلع الأساسية.. لكن تبخر كل هذا ليستمر التجار الجشعون ينهشون في لحم الغلابة ويمتصون دماء غير القادرين بأسعارهم المغالي فيها. وطمعهم الذي لا يعرف طعماً للإنسانية والرحمة..!!
تعهدت بالقضاء علي أزمة الدواء.. ولم تفعل.. بدليل أن أصحاب الأمراض المزمنة.. يعانون نقصاً ويصرخون ألماً.. كما أن المستشفيات العامة خالية من المستلزمات وأجهزة العلاج.. في الوقت الذي يخرج فيه وزير الصحة بتصريحات وهمية.. تضاعف من آلام ومعاناة المريض.. أسير البؤس واليأس..!!
خططت لإعادة الروح للمصانع المتوقفة.. دون جدوي.. بل الماكينات متوقفة.. والإنتاج معدوم.. نظراً لعدم توفر المستلزمات والمواد الخام.. والبطء في جدولة المديونيات والتردد في القضاء علي العثرات والعراقيل التي تسببت في غلق بيوت الآلاف لأكثر من خمس سنوات!!
صرحت بتنقية بطاقات التموين.. لإخراج القادرين.. ولضمان وصول الدعم لمستحقيه.. إلا أن الأمر سوف يطول حسمه.. لأن النقاش والجدل علي أوسع نطاق.. والصراع علي أشده لتحديد مستوي دخل المستفيد والمستبعد.. بينما الوقت يمر.. والتكلفة تتضاعف.. والعبء يزداد ثقلاً وضخامة!!
مر عامان علي وعدها.. بإصدار قانون الاستثمار الموحد.. ولم ير النور حتي الآن.. رغم شدة الحاجة لتيسير الإجراءات أمام المستثمرين.. وجذب رءوس أموال جديدة.. ودفع عجلة البناء والتنمية.. كما أن مخالفات البناء تشوه المنظر الحضاري في كثير من المدن والأحياء.. رغم تعهد الحكومة بالتصدي لها.. بالإضافة إلي استمرار حالات التعدي علي أملاك الدولة.. التي تنتظر تدخل الجهات المعنية لاستردادها حفاظاً علي ثروات الوطن.
إنها نماذج تؤكد أن صبر المواطن قد قارب علي النفاد.. لاسيما أن تطلعاته أكبر من قدرات الحكومة. وطموحاته أسرع من خطواتها. وأحلامه أعمق من رؤيتها.. وبالتالي لم يعد هناك مفر أمام الحكومة سوي تغيير سياسة البطء والتردد.. والارتفاع بمستوي الأداء.. ومضاعفة حجم الانجاز.. والإسراع بالحسم والتطبيق.. ولابد من أن تفي بوعودها.. وتلتزم بتعهداتها.. حتي لا تتحول المساندة إلي غضب.. والمؤازرة إلي سخط.. وهذا هو الخطر بعينه..!!