الجمهورية
اكرام منصور
الصراعات الدولية.. والرهان الخاسر
إن استمرار الحرب في سوريا لمدة سته سنوات دون جدوي بعد فشل مجلس الأمن والمحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لايجاد حل سياسي للصراع السوري بجانب اختراق واشنطن للهدنة بينها وبين روسيا. يجب أن يعلم المجتمع الدولي أن الحل العسكري للأزمة في سوريا لن يؤدي سوي إلي زيادة معاناة الشعب السوري. فلا بد أن يكون هناك المزيد من التركيز علي منع نشوب هذه الصراعات فالأمم المتحدة هي المنظمة الرائدة في المجتمع الدولي ويجب عليها القيام بدور لوقف تصاعد التوترات وللاسف الشديد قرارا تها دائما تؤدي للمزيد من الصراعات والتوترات. كل هذا يؤكد لنا استحالة إيجاد تسوية للوضع في سوريا دون تعاون دولي وفعال وقبل كل شيء التعاون بين روسيا وواشنطن وحلفائها مع ضرورة الفصل بين ما يسمي المعارضة السورية والمعارضة المسلحة السورية والإرهابيين بجانب التأكيد علي أن وقف الأعمال القتالية لا ينطبق علي التنظيمات الإرهابية. ومنذ أيام قليلة قامت باريس بالدعوة لاجتماع دولي لداعمي المعارضة السورية مما سيؤدي لعدم الوصول لحوار سياسي سلمي بين الأطراف المتنازعة لأن الدعم الكامل لفصائل المعارضة السورية يعتبر تحيزا دوليا ودعما للمعارضة السورية المسلحة وللارهاب دون دعم للطرف الآخر وهو الحكومة السورية. فالصراع بسوريا تحول إلي صراع دولي وقرار واشنطن وباريس ولندن لإعاقة المبادرة الروسية التي تدعو لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن الدولي لوضع تنظيمي أحرار الشام وجيش الإسلام علي قائمة التنظيمات الإرهابية التي تمثل التحريض علي التطرف والارهابپوكانت باريس ولندن والولايات المتحدة الأمريكية أعاقت تمرير المبادرة الروسية علي الرغم من أن روسيا زودت الأمم المتحدة بأدلة تثبت ارتباط هذين التنظيمين بتنظيم جبهة النصرة الإرهابي. والإعاقة الثانية للمبادرة الروسية ليست سوي محاولة أخري لتوفير الغطاء والحماية لهذين التنظيمين الذين ارتكبا جرائم معروفة للمجتمع الدولي و تعتبر خطوة كهذه تمثل تقديم الدعم والمساعدة من واشنطن والتحالف الدولي في سوريا لعناصر التطرف العالمية والجماعات الإرهابية وهذا النهج الذي تأخذه دول التحالف الدولي في مجلس الأمن الدولي والمدفوع بالمصالح الذاتية والدوافع السياسية يستدعي الي التشكيك في صدق النوايا والتصريحات التي تطلقها واشنطن ولندن وباريس فيما يتعلق بالتزامهم بمحاربة الارهاب في سوريا. وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأوكرانيا عرقلت في شهر مايو من نفس العام الجاري طلب روسيا في الأمم المتحدة لإدراج ¢أحرار الشام¢ و¢جيش الإسلام¢ في قائمة العقوبات المفروضة علي المجموعات الإرهابية وتحاصر مجموعات إرهابية تكفيرية أغلبيتها تتبع لتنظيم ¢جبهة النصرة¢ و¢أحرار الشام¢ و¢حركة نورالدين الزنكي¢ فيما يواصل تنظيم ¢جيش الإسلام¢ الإرهابي قصف الأحياء السكنية في العاصمة دمشق مما يؤدي لسقوط الشهداء والجرحي من المدنيين في كل لحظة فهم ضحايا لهذا الصراع. كما تدهورت العلاقات بين موسكو والغرب بعد استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار فرنسي لمجلس لأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا والتي أعدته فرنسا وتدعو فيه لوقف الغارات علي حلب. ويتضح لنا أن هناك انقساما بين الدول الكبري بشأن القضية السورية لان روسيا تتهم فرنسا والتحالف الدولي وواشنطن الداعمين للارهاب والارهابيين وفي ذات الوقت تعتبر فرنسا أن ما تقوم به موسكو من قصف ومحاربتها للإرهاب يرقي إلي جرائم حرب وانتهاك واضح وتعتبر روسيا اجهاض قرارا تها في مجلس الأمن هو بمثابة مشاركة دولية في جريمة حماية الارهاب والارهابيين في سوريا تحت شعار المعارضة المسلحة. وما تقوم به فرنسا في مجلس الأمن ضد روسيا هو مجرد تنفيذ ما تمليه عليها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وأن روسيا تؤكد دائما أن لها هدفين في سوريا هما القضاء علي الإرهاب ومن جهة أخري الابقاء علي الرئيس الأسد في السلطة لانها تعتبر عدم وجود الأسد يعني تسليم سوريا للارهابيين من المعارضة السورية المسلحة وتنظيم داعش. وباريس تقد م اقتراح إدانة دمشق علي استخدامها المحتمل للأسلحة الكيميائية المحظورة وتتحدث أيضا عن ضرورة شن حرب شاملة ضد نظام الأسد في سوريا. وهذا لا يساهم في التوصل إلي اتفاقيات تهدف الي تحقيق تسوية سياسية وحل سلمي للازمة في سوريا.. ويبقي السؤال: هل الانقسام بين الدول الكبري في صالح الصراع السوري أم هو رهان خاسر ؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف