عبد الرحمن فهمى
أنقذوا معرض الكتاب الدولي
بعد فضيحة "مهرجان إلهام شاهين السينمائي الدولي".. وبعد إلغاء مهرجان الاذاعة والتليفزيون.. يبدو ان هناك طعنة أخري في "المقاومة الناعمة" التي تواجه وتتصدي للفكر المتطرف والإرهاب.. معرض الكتاب الدولي معرض للإلغاء أو علي الأقل معرض لما تعرض له مهرجان السينما من انكماش واختصار وضياع.. والسبب غريب.. إدارة معرض القاهرة الدولي طلبت من وزارة الثقافة سبعة ملايين جنيه مقابل تأجير "جزء من الأرض الفضاء في أول طريق صلاح سالم.. أرض جرداء خالية من كل أنواع الخدمات وخالية من أي "بناء لا يعلوها سوي أشعة الشمس صيفاً وشتاءً".. "والايجار لمدة محدودة"!!.. لو طلبنا شراء الأرض كلها لكان الثمن أقل من سبعة ملايين "كاش" نقدا!! هل هي مسألة تعجيز لعدم إقامة معرض ينتظره العالم خاصة العالم العربي منذ ثلث قرن من الزمان.. هل هي رصاصة لقتل أحد حصون المقاومة الناعمة لمصر في وقت هي في أشد الحاجة إليها.
ارتفاع ايجار هذه الأرض المهملة طول العام بلا أي مبرر ولا داعي معناه ان ترفع وزارة الثقافة ايجار الاكشاك علي الناشرين في هذا الوقت الذي يعاني العالم كله من حالة اقتصادية عابرة.. بل بدأ بالفعل بعض الناشرين المصريين التفكير في جدوي اشتراكهم في المعرض.
***
في العام الماضي.. وكانت الأمور غير مستقرة من كل الوجوه.. بلغ عدد الدول المشاركة 35 دولة و850 ناشراً مصرياً وأجنبياً ووصل عدد الزائرين إلي مليونين من البشر.
كان أملنا ان يعود معرض هذا العام إلي سابق عهده يشغل كل مساحة المعرض الكبير مع مضاعفة المعروض.. ولكن جاءت الريح بما لا تشتهي السفن.. بل وتشتهي مصر كلها.. المعرض طول عمره عبارة عن "عيد للثقافة والفكر والاطلاع".. وفرصة للمثقفين وغير المثقفين لشراء ما يرغبون بأقل الأسعار.. وإذا لم تشتر ستعرف آخر ما وصلت إليه المطابع.. أنا علي يقين من أن هذه الجهة المجهولة التي تطالب بهذا الايجار غير المعقول الذي ليس له أي سابقة.. أنا علي يقين لو كان احد أفرادها زار المعرض في أي عام مضي لما حاول ان يوقف مسيرته ولا أن يضعه في مهب الريح!!
***
لا أعرف أرض المعارض تابعة لأي وزارة.. ولكن أغلب الظن أنها تابعة لوزارة السياحة.. ولنا قصة قديمة في هذا الشأن.
في السنوات الأولي لمهرجان الإذاعة والتليفزيون اقمنا المهرجان في محيط قاعة المؤتمرات الكبري بمدينة نصر.. حيث المسرح الكبير من أجل حفلتي الافتتاح والختام.. وبجوار المسرح مبني صغير فيه عدد من الحجرات وصالة كبيرة لموائد الغذاء والعشاء.. حيث كان المبني يتسع لجانه المختلفة مع الادارة.. وفي نهاية المهرجان كانت المفاجأة الكبري!!.. فواتير من وزاة السياحة تطالب بعدد من المليونات لا يستطيع التليفزيون الوفاء بالمبلغ ولا بأي جزء منه.. نسيت الرقم ولكن كان مبالغاً فيه للغاية.. تدخل يومها صفوت الشريف وألغي كل هذا.. لأن المهرجان يحمل اسم مصر.. ولمن سندفع لخزانة مصر؟؟ فهل نقترض من صندوق النقد الدولي.. نزيد من ديون الخزانة من أجل الخزانة.. من يقول هذا؟؟
وقد كان.. يا ريت يكون نفس المنطق في معرض الكتاب.. ما رأي وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم ويتم اعفاء المعرض من أي إيجار.. من أجل مصر!!