حسن الرشيدى
البلطجة وهتك الأعراض بدعـــــــوي الإبــــــداع؟!
الابداع الفني لا يظهر الا في مناخ ديمقراطي.. ولا يمكن للفنان ان يبدع أو تخرج أفكاره للنور الا في ظل الاحساس بالحرية.. فلا ابداع في أجواء خانقة أو مقيدة للحريات.. ولكن الابداع الفني لا يعني الاباحية أو الفوضي في طرح العري وممارسة الدعارة علي الشاشات بدعوي ان نسيج العمل الفني لا يكتمل الا بظهور هذه اللقطات "القبيحة" لأنها جزء أصيل من العمل الدرامي.
للأسف بعض الفنانين أو ما يطلقون علي أنفسهم النخبة يحاولون احتكار الابداع.. ويرون ان حرية الابداع والفكر يجب ان تكون بلا ضوابط.. أو قيود.. لأن الفنان له عالمه الخاص.. وعندما يكتب علي الورق أو تترجم الكتابة علي الشاشة في مسلسل أو فيلم لابد ان يتمتع بالحرية المطلقة حتي يبدع في عمله.
وقد اصابتني الدهشة والاستغراب عندما استمعت لمخرج سينمائي علي احدي الفضائيات يري ان الفنان يختلف عن عموم الناس.. فلا يجوز محاسبته بدعوي خدش الحياء.. وصب جام غضبه علي أعضاء مجلس النواب الذين رفضوا مشروع قانون لتعديل بعض أحكام قانون العقوبات لالغاء الحبس في قضايا النشر المتعلقة بـ "خدش الحياء". وهاجم بشدة كل من حاول من المتحدثين أو المشاهدين أن يعبر عن رفضه للمشاهد أو اللقطات التي تتعارض مع قيم المجتمع.. أو تؤدي لنشر أعمال الدعارة والبلطجة.. أو تخاطب غرائز الشباب.
المخرج السينمائي.. يقول كلاما حلوا من ناحية الشكل.. لأنه يركز علي حرية الابداع.. ولكنه في نفس الوقت لا يقبل أي ضوابط.. ولا يجوز منع أي مشاهد أو لقطات تكون جزءا من العمل الدرامي.
ما أكثر الأفلام والمسلسلات التي حظيت اقبالا جماهيريا.. رغم انها لا تتضمن مشهدا أو لقطة واحدة تتسم بالاباحية والعري.. واذا افترضنا ان هناك مشهدا يعبر عن الحب أو الخيانة ويتطلب احضانا وقبلات.. فهذا لا يعني ان يركز المصور علي الأجزاء الحساسة للمرأة أو الفتاة.
واذا كان العمل الدرامي يتطلب اظهار هيفاء وهبي علي الفراش مع حبيبها أو عشيقها كجزء من العمل الدرامي.. فان هذا لا يعني تكرار المشهد الساخن والتركيز عليه لاثارة غرائز الشباب.. وندعي انه جزء من العمل الدرامي.. فالاشارة للمشهد أو المنظر لمرة واحدة أو التعبير عنه.. لا يخل بنسيج العمل الدرامي.
وأيضا.. ما يتعلق بأفلام البلطجة علي الشاشة.. من اليسير التعبير عن البلطجة بوسائل متعددة.. والتحذير منها.. ومن خطرها.. وأضرارها ولكن هذا لا يعني ان يظهر البلطجي البطل طول الفيلم شاهرا السيف أو السكين أو قرن الغزال أو البلطة.. ويتمادي في أعمال القتل والشغب.. ونتمادي في تكرار تلك المشاهد.. ثم تدعي انها جزء أصيل من العمل الدرامي.. بينما تكون النتيجة هي نشر البلطجة بين الأطفال والشباب ونري السنج والسيوف والمطاوي في أيدي طلبة المدارس.. وفي الأزقة والحارات والشوارع.. لأن السينما أظهرت البلطجي وكأنه البطل الحقيقي أو الفارس المغوار.
انني مع الحرية.. ولا يمكن ان يكون هناك ابداع بلا حرية.. ولكن لكل حرية مسئولية وضوابط حتي لا تتحول الي فوضي.. ولكن الضوابط المقبولة التي لا تمنع النقد حتي لو كان قاسيا.. مادام لا ينتهك الأعراض أو يلفق الاتهامات أو يتعمد تجريح الآخرين والتشهير بهم بلا مبررات.
ان الحرية ضرورة حتمية كفلها الدستور.. وحرية النقد مباحة.. بكافة الصور.. ولكن تلك الحرية لا تعني ازدراء الأديان.. أو الدعوة للتمييز أو بث الفتنة بين الناس.
والفن مرآة للمجتمع.. ويعبر عما يجري في المجتمع من صراع بين الخير والشر.. ولكن هذا لا يعني ان تكون غالبية مشاهد العمل الدرامي "عري ودعارة" ثم تأتي لقطة أو مشهد واحد يعبر عن الفضيلة ثم ندعي ان الفيلم أو المسلسل انتصر للفضيلة.
أصحاب تلك الرؤية أو هذا الاتجاه من الفنانين يضحكون علي من.. أنفسهم أم الشعب؟!
أكرر الحرية ضرورة حتمية يكفلها الدستور والقانون.. ولا ابداع الا في مناخ الحرية.. ولكن للحرية مسئولية وضوابط.. حتي لا تعم الفوضي.. وتكون الغلبة للبلطجة والاباحية وهتك الأعراض وافساد الشباب بتحويل الفاسد أو البلطجي الي بطل.
أغرب ما سمعت من المخرج السينمائي.. انه يري ان المواطن عندما يخدش الحياء في الشارع يجب ان يحاكم.. أما الفنان عندما يخدش الحياء علي الشاشة فلا يجوز أن يحاكم رغم ان التليفزيون أو السينما أوسع انتشارا وأسرع!!
فالفضيحة عندما تحدث من مواطن في الشارع تستوجب العقاب.. أما عندما تأتي علي الشاشات فلا تستحق العقوبة.
طبعا كلام غريب.. يصدر عن اناس يرون انهم مختلفون عن باقي البشر بدعوي انهم فنانون مبدعون لا يجوز الاقتراب منهم!!
بصراحة عندما استمعت لهذا المخرج وردود أفعاله تجاه المتحدثين.. أحسست انه لا يختلف عن البلطجي!!
زوبعة سحر نصر.. ونواب البرلمان!
** أثارت الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي غضب بعض نواب البرلمان لنشرها مقالاً بجريدة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.. تشير فيه الي عزم الحكومة طرحاً جزئياً لعدد من الشركات والبنوك وشركات المرافق العامة.
مقال الوزيرة اثار أزمة.. لأن بعض النواب قالوا.. ان البرلمان لم يكن علي علم بخطة الحكومة التي عبرت عنها الوزيرة.
ولكن المستشار مجدي العجاتي وزير الدولة للشئون القانونية والنيابية قال.. ان الحكومة لم تتخذ أي خطوات بهذا الشأن.. وما كتبته الوزيرة مجرد افكار.
رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال امتص حالة الغضب والأزمة قائلا.. مفيش بيع.. لا لشركات ولا بنوك ولا لمرافق علي الاطلاق ولا يجب ان نسير وراء شائعات كاذبة.
في الحقيقة ما حدث.. يؤكد ان الوزراء يعملون في جزر منعزلة.. والنتيجة شائعات.. وبلبلة.. تثير مخاوف المواطن.
ضاحي خلفان بين الجنيه والدولار!
** ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي.. قال انه يتوقع ان يعادل الجنيه المصري الدولار الأمريكي بعد 10 سنوات من الآن.. لأن مصر مليئة بالبترول والغاز الطبيعي الذي لم يكتشف حتي الآن.
وقال خلفان ان قيام الحكومة برفع الدعم عن الوقود سيعود بالنفع علي موازنة مصر.. وان القرار صائب بنسبة 98 في المائة.
وأشار ضاحي خلفان الي ان سياسة تعويم الجنيه التي شرعت فيها مصر قد تكون حققت فوائدها.
كلام خلفان يثير التفاؤل.. ونأمل ان يتحقق كلامه.. ويعادل الجنيه.. الدولار.. يارب.
الفاشلان.. وتحرير تذاكر مصر للطيران!
** قال صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران.. ان الشركة والشركات التابعة لها حققت خلال الثلاثة أشهر الماضية أرباحا تقدر بـ 500 مليون جنيه.. وانه تم تحرير أسعار تذاكر الطيران بعد تطبيق سياسة تعويم الجنيه ووفقا للعرض والطلب.
كلام صفوت مسلم عن الأرباح يثير التفاؤل.. في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.. وانخفاض حركة السياحة. ولكنه لم يحدد.. من هي الشركات التابعة التي تحقق أرباحا.. والأخري التي تخسر.. حتي تكون هناك شفافية ومصارحة لمعرفة الشركات الخاسرة التي لم تنهض بالأداء وتعظم العائد المالي حتي يمكن محاسبة قياداتها.. واستبعاد الفاشلين.. ولكن يبدو ان السيد صفوت مسلم الخلوق المهذب لا يريد احراج الخاسرين.. خاصة صديقه الذي فشل في أداء مهامه.. بسبب سياسته البيعية الرديئة التي تؤدي لتطفيش المسافرين.
ûû كلام اعجبني:
أصحاب الغم والحزن في الدنيا ثلاثة..
محب فارق حبيبه.. ووالد ضل ولده.. وغني فقد ماله.