سأبدأ المقال من نهايته..
لا أدافع عن قناة الجزيرة ولا عن قطر ولا عن المهنية الاعلامية ولا أتبع مبدأ خالف تعرف.
أما قبل.. أول ملحوظة علي فيلم "العساكر" الوثائقي أن من هاجموه في الصحف والقنوات المصرية بدأوا هجومهم مبكرا جدا حيث انه لم يكن قد تم عرض الفيلم بعد!
الملحوظة الثانية. ان الهجوم أو النقد لم يتناول جوانب فنية أو حقائق علمية أو معلوماتية وردت في الفيلم. ذلك انهم لم يشاهدوه في الأساس. فكيف يهاجمون أو ينتقدون شيئا لم يظهر بعد. إذ إن "البرومو" الخاص بالفيلم ومدته 30 ثانية بالتأكيد مادة لا تصلح لبناء نقد عليها أو من خلالها.
ثالثا بعض الهجوم المصري لم يكن شريفا ـ من وجهة نظري ـ لأنه ابتعد عن "الهدف" الذي من المفترض ان يوجه نيرانه اليه. وأخذ يقصف أو "يقذف" المحصنات. وتتمثل في والدة حاكم قطر!
احدي الصحف الخاصة نشرت علي صدر صفحاتها الأولي بيادة ميري "كناية عن الجيش المصري" فوق رأس الأمير تميم. ظناً من العاملين بالصحيفة أن هذه الصورة "الفوتوشوب" ستكون أبلغ رد علي "فيلم" لم يكن قد عرض بعد!
الحقيقة أن كل ما نشر في صحفنا من مقالات وكل ما نشر علي وسائل التواصل الاجتماعي. كان أفضل دعاية مجانية لفيلم الجزيرة الوثائقي. الذي وصفه المختصون بعد ذلك بأنه فيلم ضعيف من الناحية المهنية والفنية ولم يأت بجديد ولا يستحق كل هذه الضجة.
الملحوظة الأخطر. أن غالبية من هاجموا الجزيرة وقطر وحكامها. ليس فقط لم يشاهدوا الفيلم. ولكنهم لم يدخلوا الجيش من الأساس. ولم يتعرضوا للمواقف التي جاءت بالفيلم حتي تكون شهادتهم بها قدر من المصداقية.
تمادي بعض الكتاب والمحللين والصحفيين في الهجوم علي قناة الجزيرة. لدرجة أنهم وصفوها بأنها المحرضة علي ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011. وبدأوا يكيلون الاتهامات لثورة وثوار يناير ووصفوهم بأنهم عملاء لقطر ولأمريكا. وتناسوا أن الدستور المصري ينص علي أن ثورتي يناير ويونيو ثورتان شعبيتان ويعاقب بالقانون كل من يسيء اليهما أو الي من قام بهما!
ونسأل.. هل ما جاء في الفيلم الوثائقي يسيء فعلا للجيش المصري ويسخر من قدراته القتالية أو حجم التسليح أو القيادة؟! سأترك الاجابة لمن شاهد الفيلم. واذا كانت الاجابة بنعم. فلنترك من مسهم الأمر بطريقة مباشرة. يردون بالطريقة المناسبة. فهم أقدر منا علي ذلك.
ونسأل أيضا.. هل المعلومات التي احتواها الفيلم حقيقية؟! فاذا كانت حقيقية هل هي مبررة؟!.. واذا كانت غير مبررة.. فهل يمكن معالجتها. أم سندفن رءوسنا في "البلاك فرايداي"؟!
مواجهة الفكر بالفكر.. ومواجهة الميديا بالميديا.. الصوت العالي والشتيمة دليل علي ضعف موقفك.