البديل
محمد أحمد القشلان
“عزبة” مرتضى منصور
لم ير مرتضى منصور نفسه رئيسا لناد من أكبر الأندية المصرية بقدر ما يرى نادي الزمالك مجرد “كفر” أو “عزبة” وهو عمدتها، وإن كانت انتهاكات مرتضى منصور كثرت قبل أن يكون رئيسا لنادي الزمالك وأثنائه، ونال سوط لسانه كثيرا من الشخصيات إلا أننا نركز القول فيما يحدث في “عزبته” نادي الزمالك.
من أكثر المواقف غرابة التي قام بها المستشار مرتضى منصور عندما أوقف جمهور نادي الزمالك صفا، وبدأ يختار منهم من سيشجع فريقه أمام “صن داونز” وكان هذا الموقف من أكثر المواقف إهانة لجمهور عريض مثل جمهور الزمالك، ومن ذلك أيضا موقفه مع اللاعب “محمد ناصف” وقوله له: “الزمالك زي الجيش الالتزام عندنا أمر ضروري ولازم تحلق شعرك” ثم ربط زيادة مرتبه بحلقه لشعره، وكذلك تعليقه على لبس اللاعب “صلاح ريكو” قائلا له: “لازم تحترم نفسك في اللبس اللي بتلبسه إزاي دخلت النادي بالبنطلون المقطوع ده ” كل ذلك ليس غريبا على المستشار مرتضى منصور وهو الذي تفرد في مصر بسب الأمهات والتلفظ بشتائم لا يقولها طفل في مجلس”.
كل ذلك يعد هينا عندما ننظر في موقفه تجاه اللاعب “أحمد توفيق” لنرى كيف يتحكم مرتضى منصور في مصائر الناس ومستقبلهم من خلال سلطته، فإن كان لابد من تأدية الخدمة العسكرية فكيف استطاع مرتضى منصور ـ وبأي حق ـ أن يخرج اللاعب من الجيش إذا شاء ويعيده إليه مرة أخرى إذا شاء أيضا، وما قاله اللاعب لا يتطلب كل هذه ” الظيطة” التي قام بها المستشار فلم يقل سوى : “هو رئيس نادي وأنا لاعب ولو مش عاجبه يمشيني، أنا متاح لي ألعب في أكبر الأندية في مصر..” لينهال عليه سيل من القذف والسب من المستشار على الهواء مباشرة، ويتحدث في أمور خاصه كانت تحدث بينه وبين أهل اللاعب.
تسلمنا مواقف المستشار مرتضى منصور وتصرفاته في “عزبته” ـ إذا أردنا أن نلاحظ ـ إلى عزبة أكبر وهي مصر “عزبة” السيسي، الذي لا يرى هو الآخر حدا لنفسه ولا لقراراته التي يتخذها، وتكون نتائجها رفع لدعم أو غلاء لأسعار أو غرق اقتصادي لمصر.
ونلاحظ أيضا ـ مع الفارق ـ تشابها كبيرا في قرارات كل من مالكي العزبتين مصر والزمالك خاصة في موقف مرتضى منصور من أحمد توفيق وموقف السيسي من المستشار هشام جنينه، الذي عندما أراد الكشف عما رأى من فساد انتهى مصيره إلى السجن، ولعل خطأ المستشار هشام جنينه ظنه أنه يعيش في وطن بحق وله أن يحافظ عليه قدر ما استطاع، فكان يجب عليه أولا أن يعرف سياسة صاحب العزبة حتى يسير على نهجه.
لعل السيسي ومرتضى منصور ومن هم على هذه الشاكلة هم الأصوب والأصح مسلكا، لأن هؤلاء ليسوا إلا ضباعا في قطيع من الأغنام، فبعد موت الإنسانية لديهم ما المانع من أن يضعوا قيودا وسياسات تكبل هذه الأغنام، وتصنع منهم عبيدا يُؤمروا فيطيعوا.
هذا الحالة التي نعيشها في مصر الكبيرة وكل مصر صغرى فيها تجعلني استنكر ما يحدث وأتذكر قول الشاعر الفلسطيني الشاب تميم البرغوثي عندما قال:
لا أقصدُ التشبيهَ أو سَبْكَ المَجَازِ، ولا أُشِيرُ لِثَورَةٍ عَبْرَ البلادِ
فَقَطْ أريدُ القَوْلَ والتَّذْكِيرْ
هذا الكلامُ حَقِيقَةٌ عِلْمِيَّةٌ يا أَهْلَنَا
الضبعُ أَضْعَفُ من فَرَائِسِها،
وَأخْوَفُ مِنْهُمُ
بِكَثِيرْ…
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف