جلال دويدار
خواطر .. تحقيق الاستقرار.. ضمانة لاستمرار انطلاقة «الزمالك»
لا أحد يمكن أن يشكك للحظة واحدة في إخلاص وولاء وحماس المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك للقلعة البيضاء. المؤكد أنه يتطلع دائما إلي أن تكون هذه المؤسسة التي يعشقها في مقدمة النوادي الوطنية اثراء للرياضة وما تمثله من سمو بالأخلاق والسلوك وتوفير أعلي مراتب المتعة الانسانية. في هذا الإطار فإنه ومثل أي واحد من أبناء هذا النادي العريق يحزن ولا يرضي بأن يلحق سوء الأداء من جانب أي فريق يلعب باسمه إلي خسارة يراها لا تليق بهذا الكيان الكبير. هذا الشعور لا يجب أن ينسينا أن فلسفة الرياضة تقوم علي المكسب والخسارة والتوفيق وعدم التوفيق وهو الأمر الذي يؤكده ما تتعرض له نواد عملاقة شهيرة في كل أنحاء العالم من كبوات.
من منطلق معرفتي وعلاقتي بالمستشار مرتضي منصور وبحكم كونه كان من أسرة القضاء فقد كنت أتمني أن تكون لديه القدرة علي تملك أعصابه وعدم السماح لها بالانفلات حتي في مواجهة عمليات الاستفزاز. لا يمكن تسمية هذا التصرف ضعفا أو استسلاما أو مساسا بفاعلية مسئولياته التي تجعله يتطلع أن يكون النادي الذي يقوده في المقدمة. من حقه أن يغضب ويثور في مواجهة أي تجاوز خاصة أنه لا يقصر في توفير كل المتطلبات اللازمة لتحقيق التقدم المأمول.
استنادا لكل هذه المبادئ كنت أرجو -رغم التحديات وصعوبة الأمر- ومراعاة الدقة وعدم التسرع والتفكير مراراً وتكراراً في مبررات وأثر القرارات التي يتم إصدارها خاصة ما يتعلق بفريق كرة القدم ـ اللعبة الشعبية الأولي في مصر ـ لابد أن يكون هناك ادراك بأن أهم ما يحتاجه هذا الفريق لضمان مواصلة مسيرة الانتصارات هو حسن الاختيار للاعبين وللمدربين وهو ما يتطلب الدراسة والتدقيق. الالتزام بهذه القواعد الثابتة ضرورة وحتمية ترسيخا لأهمية الاستقرار الذي لا ينال منه سوي التقصير المعيب وغياب الحرفية والمهنية. ان ما يحزنني ويشعرني بالأسف ومعي الكثيرون من المهتمين بشئون نادي الزمالك انه أصبح ونتيجة لبعض الكبوات في الفترة الاخيرة .. فريسة لظاهرة عدم الاستقرار خاصة فيما يتعلق بمدربي فريق كرة القدم. تمثل ذلك فيما نشهده ونتابعه من تغييرات متتابعة في المدربين وهو بالطبع ينعكس سلباً علي اللاعبين وعلي الاداء.
رغم أنني لست خبيرا في شئون الرياضة والكرة إلا أنني ومن واقع ما أسمعه خاصة من مشجعي ومحبي الزمالك أدعو إلي التقدير والادراك لضرورة وأهمية الاستقرار في جهاز التدريب واللاعبين وأن يتم إعطاؤهم الفرصة لإثبات جدارتهم وقدرتهم علي الاضطلاع بالمهام الموكولة إليهم. يدخل ضمن هذا توعيتهم بالواجبات وما هو مطلوب منهم. لا يجب أن يكون الحساب علي أساس القطعة أي نتيجة المباراة الواحدة. المفروض ان تتم هذه المحاسبة علي ضوء ثبوت الامعان من جانبهم فيانفلات المسئولية المتمثلة في سوء الإدارة والأداء والنتيجة.
هذه الملاحظات لا تنفي العمل الكبير الذي قام به المستشار مرتضي منصور وأعضاء مجلس الإدارة في تطوير مرافق النادي ليجعلوا منه كيانا رياضيا مشرفا ومحترما يدعو إلي الفخر. يحسب لهم أيضا وفي إطار هذه الجهود التي بذلوها ويبذلونها انهم لم يتخلوا ابدا عن مساندة الفرق الرياضية بالنادي خاصة فريق الساحرة المستديرة ودعمها بأبرز اللاعبين علي الساحة. كل هذا لا يمنع من التأكيد علي أن هذه الإنجازات الباهرة يمكن ان تتعاظم من خلال الإيمان بأهمية ما يمكن ان يحققه الاستقرار.