الجمهورية
منى نشأت
حالة.. ترجمة
بعض الكلمات والجمل عند ترجمتها تتحول إلي معني آخر. ومنها ما عشناه هذا الأسبوع مع "Black friday" التعبير الغامض المشوق الذي ترجمناه فصار.. جمعة سوداء.. وفعلها مثل اسمها.
فلم تمتعنا ولا تسلينا بها ولا اشترينا منها.. وتعالوا نقول.. زحام رهيب علي المحلات.. بل إن المرور توقف أمام "المولات" والصور تملأ "فيسبوك". ففي هذا اليوم.. المفترض أن يباع كل شيء بخصم يصل إلي 80%.
أغلب التعليقات جاءت في السب والقذف علي طريقة ما دام عندكم فلوس تشتروا "هدوم" لماذا تصرخون من الغلاء.
والمسألة تذكرني بأغنية مادام تحب بتنكر ليه.. والجواب أنا حرة لماذا تتدخل في جيبي أو في حبي.. يا سيدي باحب وسأعلنها بعد الزواج.. يا أخي معي ما يكفيني والأسعار جعلته لا يكفي.
فكل صاحب عمل حر ضاعف أجره علي راحته.. وبقي الموظف وأرباب المعاشات.. الكل يسحب منهم بزيادة وهم بلا.. زيادة.
ولو فتحنا الكلام فيما فعلته الزيادات في الأكل والدواء والأطباء والمواصلات والتعليم.. لن ينتهي الكلام.. والكلمات مكلفة فحتي الورق ارتفع ثمنه.
نعود لمن لعنوا الذاهبين إلي الجمعة السوداء. من وجهة نظري نصف اللاعنين غير محتاجين لها. لأنهم فئة المسافرين للخارج.. يتسوقون من بلاد بعيدة.. ويقومون برحلة الشتاء والصيف ودنيتهم ربيع وجوهم بديع.
اتفرج.. يا سلام
أما من ذهبوا فأغلبهم متفرج اعتبرها فسحة "ببلاش كده" والباقي هم باقي غلابة بلدنا.. فالأم ظنت أنها ستشتري بيجامات لأولادها بثمن واحدة. وستجد ما يدفئ صغارها بكام جنيه هي الموجودة في جيب أبوهم.
والحقيقة أن متاجر كبري لها اسمها ضاعفت سعرها ثم خفضته حالة غش تجاري ولعبة سخيفة.
والحكاية بدعتها أمريكا. فهي فكر يهودي لأنهم الأشطر في التجارة والربح والجني. لذلك خلقوا يوماً للاستهلاك الرهيب.
والبيع الكثير بالقليل بدلاً من بيع القليل بسعر كبير. ثم إنه التخلص من موضة قديمة في نهاية شتاء. لذا فموعده آخر جمعة في نوفمبر لتواكب أيضاً شراء هدايا رأس السنة وملابسها. واحتفالاتها عندهم حضرت هذا اليوم في أمريكا. رأيت أشهر ماركة دون ذكر أسماء من تلك التي نتباهي بعلامتها علي ظهرنا وصدرنا. يباع البلوفر منها بثمن نصف كيلو لحمة. أذكر يومها أني اشتريت شنطة سفر لأجمع فيها مشتريات لأسرتي. إنه ما يفعله أغلب زوار هذا اليوم الكل يجرجر شنطة سفر.
ورغم أن أمريكا في حد ذاتها خدعة. إلا أنها صارمة القواعد فغير مسموح لبائع بالتلاعب.. وحماية المستهلك تراقب في المساء ما يتم عرضه في الصباح. وانت علي يقين أنك لن تشتري جاكيت وتعود لبيتك فتجده ممزقاً أو ينتظر أن ترتديه ليفعلها.
باختصار تخفيضاتهم حقيقة.. ومثلها ما يحدث في معظم الدول العربية.. أما نحن فالبحث جار عن تاجر شريف. وعن غني مكتفي.. وسلعة تصل يدك بربح يرضي الله ولأن كل هذا غير متوفر.. قلدنا وعملنا الجمعة فكانت كما ترجمناها للعربية.. سوداء.
ستات.. فاجرة
ظننت أني سأشاهد نماذج للتحدي والإصرار في مسلسل يحمي اسم "ستات قادرة". لكني وجدت واحدة "رقاصة" والثانية تبيع جسدها في بيت يدار لأعمال منافية للآداب. والثالثة تتزوج مؤقتاً من ثري عربي لتأخذ المعلوم وتتزوج آخر.. وهذا بالطبع نوع آخر من تجارة الجسد لا ينتمي لمعني الزواج. وممثلات تم اختيارهن ليناسبن هذه الأدوار. وهذه ليست نساءنا ولا أعمالنا وأشغالنا.. وارحمونا من "ستات فاجرة".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف