عبد الرحمن فهمى
غلاء الأسعار له حل.. ولكن!!!
نعم "نحن نستطيع" - WE CAN - كما قالها ويظل يقولها لآخر عمره العلامة زويل "رحمه الله" الأسعار نار وهناك محاولات لمواجهة جشع التجار ولو تضامن الناس وأعدنا التاريخ القديم وقمنا بمقاطعة اللحوم ستنخفض الأسعار ونشطب صفراً من ثلاثة الأصفار التي توضع أمام رقم كبير أيضاً.. وقد حدث هذا منذ سنوات!!!
لذا لفت نظري في صحف صباح الخميس قرار حكومي رائع.. عكس ما عودتنا عليه "الحكومة الرشيدة".. قررت الحكومة اعفاء الدواجن المستوردة المجمدة التي يتم استيرادها من الخارج من الجمارك في محاولة لخفض أسعارها لضرب اللحوم في مقتل.. سيسري القرار في الفترة من 10 نوفمبر المنقضي حتي نهاية شهر مايو القادم كتجربة.. ولا أدري ان كان قد تم استيراد أي صفقة دواجن منذ 10 نوفمبر حتي الآن وأثرها علشي السوق.. ولكن الكارثة اننا نحارب ما يسمونه "الاتحاد العام لمنتجي الدواجن" أعلن في نفس الصحف انه سيكون منذ أول أمس في حالة انعقاد دائم لمواجهة ما سيحدث طبقاً لقرار الاعفاء الجمركي للدواجن المستوردة.
عفواً.. ثم عفواً.. يا اتحاد الدواجن!!!.. هل تريدون استمرار الجشع ومص دماء الغلابة الذين هربوا من اللحوم دون مقاومة من الحكومة.. لا أعرف أسعار الدواجن الحية ولكن فيما سمعته ان الفرخة أصبح ثمنها يوازي ثمن نصف خروف!!!
مهلاً المسمي اتحاد الدواجن.. هل صحيح ما قرأته في نفس الصحف تعليقاً علي قرار "تحفز" الاتحاد لمواجهة القرار؟!!.. قال رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية السابق!! يشيد بالقرار ولكنه يحذر مما سماه "مافيا الدجاج" المسيطرة علي السوق تماماً منذ مدة طويلة.. وهو شيء غريب أن يحارب المصريون مصريين آخرين بل يحاربون الفقراء بالذات رغم اننا كلنا بلا استثناء "أصبحنا هذا الرجل" كما يقولون.. كلنا أصبحنا فقراء.. فمن يحتمل الثلاثة أصفار التي أصبحت ثمناً لكل شيء!!!
***
ولكن اللوغاريتم الحقيقي هو "السمك".. بلد فيها النيل وبحران أبيض وأحمر وعدد لا بأس به من البحيرات ـ كفاية بحيرة السد ـ ومع ذلك أسعار السمك بهذه الأسعار "المعجزة"!!! تشتري السمك مرة عن غير تجربة سابقة فتفاجأ بالأسعار.. وبعد حكاية الإغماء عليك تقوم فتجد الرجل مازال علي الباب ينتظر الثمن!!! فلابد أن تدفع.. انت مش عاوز المسمي "ديليفري" التوصيل للمنازل.. خلاص.. لا شيء قابل للعودة!!! قالتها أم كلثوم "وأهي مرة ومش هتعود رغم الشوق موجود"!!!
لابد من البحث عن حل أيضاً للسمك.. قيل لنا يوما بعد بناء السد ان السمك سيكون أرخص من اللب والفول السوداني.. فارتفعت أسعار الثلاثة معا السمك واللب والفول السوداني!!!
قيل لنا: ممكن تخفيض ثمن السمك.. ولكن مش ممكن أبداً تخفيض ثمن اللب أو الفول السوداني!!!
- ليه يا جماعة!!!
- لأن السمك في ايدينا في بحيراتنا ونيلنا.. أما اللب والفول فهما مستوردان.. كذا الفستق والصنوبر.. الأخير ضرب الرقم القياسي العالمي في الأسعار!!! ولنا الله.