الوفد
علاء عريبى
تكون أبًا لأممٍ كثيرة
فى أول لقاء إبراهيم مع الوحي طلب منه أن يترك حاران ويتجه إلى أرض الوعد: « اترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك واذهب إلى الأرض التى أريك 12 : 1 »، ولكى يحفز إبراهيم على الهجرة أغراه بسبعه أشياء:
1 ــ أجعل منك أمة كبيرة .
2 ــ أباركك .
3 ــ أعظم اسمك .
4 ــ تكون بركة لكثيرين .
5 ــ أبارك مباركيك .
6 ــ ألعن لاعنيك .
7 ـــ تتبارك فيك جميع أمم الأرض – تك 12 : 2 »
وأمام هذه المغريات قبل إبراهيم وهاجر إلى كنعان، وهناك قال له الرب: «سأعطى هذه الأرض لذريتك ــــ تك12: 7 »، فرح إبراهيم ونصب خيامه وشيد مذبحًا للرب ودعا باسمه – تك12 :8»، وانتظر الأمة الكبيرة وطال الانتظار ولم يجد أمامه سوى الجوع والفقر والقحط، فطوى خيامه وحمل رحاله إلى مصر، باحثًا عن الطعام والثراء، بعد عودته من مصر محملاً بالذهب والغنم والعبيد قال له الرب: «إن هذه الأرض(كنعان) التى تراها سأعطيها لك ولذريتك إلى الأبد، وسأجعل نسلك كتراب الأرض ـــ تك 13 : 14 »، وفى هذا الخطاب أكد الرب وعده بتمليكه الأرض ولذريته من بعده ، كما وعده بالنسل، وهذا الكلام بالطبع جاء على هوى ورغبة إبراهيم ، فتحمس وشيد مذبحًا للرب ( تك 13 : 18 ).
ولأن إيمانه كان أضعف من قدرته على الانتظار، لم يستمع للرب فى اللقاء التالى وقال له فى حدة: « أى خير فيما تعطينى وأنا من غير عقب … إنك لم تعطنى نسلاً ــــ تك 15 : 2» … طلب الرب منه الانتظار والإيمان:» فآمن بالرب فحسبه له برًا ــــ تك 15 : 6 » … لم يقبل إبراهيم وسأله: « كيف أعلم أنى أرثها ـــ تك 15 : 8 » … أمام هذه الشكوك لم يجد الرب سوى أن يريه آية لكى يقوى إيمانه، طلب منه شطر عجلة وعنزة وكبشًا ويمامة وحمامة ( تك 9: 15)، وبعد عدة سنوات نزل عليه الوحي ملخصًا كل ما سبق ومحددًا لشروط المعاهدة: « سر أمامي وكن كاملاً ، فأجعل عهدى بينى وبينك، وأكثر نسلك جدًّا … ها أنا أقطع عهدي، فتكون أبًا لأمم كثيرة، ولن يدعى اسمك بعد الآن إبرام بل يكون اسمك إبراهيم لأني أجعلك أبًا لجمهور من الأمم، وأصيرك مثمرًا جدًّا وأجعل أممًا تتفرع منك، ويخرج من نسلك ملوك، وأقيم عهدي الأبدي بينى وبينك وبين نسلك من بعدك جيلاً بعد جيل – توريث النبوة – فأكون إلهًا لك ولنسلك من بعدك ، وأهبك أنت وذريتك من بعدك جميع أرض كنعان، التى نزلت فيها غريبًا ملكًا أبديًّا، وأكون لهم إلهًا ـــ تك 17 : 1 »، وهنا اكتملت المعاهدة أو الاتفاقية: أن يؤمن إبراهيم وذريته بالرب، مقابل أن يجعله: أبًا لأمم كثيرة، يرث وذريته من بعده أرض كنعان، وأن تكون النبوة فى بيته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف