المساء
أحمد عمر
التاريخ يكتب الآن
المصريون يعيدون كتابة التاريخ.. العبارة يرددها عظماء وحكماء منذ مطلع ثورة 2011 إلي الآن.. ويتأكد صدق المعني الموقف تلو الآخر.. من إصرار جموع المنتفضين في الشارع علي إدارة حركة تغيير بيضاء.. إلي تحدي العقبات الجسام وخبث المؤامرات.. وصبر عصي علي فهم المحدثين في تحمل البلاء والغلاء.. مواقف تنم عن وعي عميق لشعب يبدو بسيطا لكنه يملك ذاكرة خفية وروافد إلي خزائن الحكمة الضاربة في جذور التاريخ.. ينهل منها في الوقت المناسب ما يدهش العالم ويروع المتآمرين.. ينابيع الحكمة تلك في وعي المصريين كانت الملهمة للانتفاضة ضد محاولة فصيل يرتدي مسوح الدين الاستيلاء علي مقدرات الدولة.. ومحاولات إثارة الفتنة الطائفية والعرقية.. أحرق المتآمرون الكنائس فضرب أقباط مصر أروع أمثلة الوطنية والفداء.. وحاولوا تأليب أبناء النوبة في الجنوب فوجدوهم جدارا عصيا خيب مسعاهم.. خيبهم الله كيف يدعون شعبا للثورة وقد تهافت علي أبواب البنوك لايداع "تحويشة العمر" استجابة لنداء قائد وجمعوا مليارات الجنيهات خلال أيام لتمويل حلم قومي..؟! أمثل هذا الشعب يخشي الفقر أو يخون الحلم والقائد؟! وفي حين مضي يوم الثورة الموعودة في 11-11 كواحد من أهدأ الأيام.. فإن يوم 27-11 موعد إذاعة قناة الجزيرة المعادية لفيلمها "عساكر" المشوه للعسكرية المصرية تحول إلي مناسبة قومية لالتفاف المصريين حول جيشهم.. الحقيقة ان المشاهد المفبركة لاهانة المجندين ولدت شعوراً عاماً بالغضب تجاه منتجي الفيلم من شعب خير الجندية وانخرط معظمه يوماً ما في صفوف هذا الجيش الوطني القائم علي اكتاف ابنائه لا علي المرتزقة والحماية الأجنبية التي تعمل لها تلك القناة ودويلتها كمخلب قط.. مجرد مخلب في ذراع اخطبوطية ممتدة تحيك المؤامرات وتحاول كسر إرادتنا واستبعادنا حقيقة وقد خلقنا الله أحرارا ورفعنا بفضله مهدا للحضارات ومهبطا للأنبياء والرسالات وروادا لهذا الكون عند انبلاج فجر الوعي الانساني.. ولن تتوقف المؤامرات كما لن تنثني عزيمة المصريين الذين يرسمون الآن بوعي يسمو فوق المصاعب ملامح حضارة مصرية جديدة تطلق نشاط وإبداعات الإنسان منارة للعالم من محور قناة السويس ومن جبل الجلالة والعاصمة الجديدة ومن ملايين الأفدنة والوحدات السكنية وعشرات المجتمعات العمرانية ومشروعات الطرق بما يضاعف مساحة العمران إلي 15% من المساحة الاجمالية للجمهورية.
** لا خوف علينا من مؤامرات خارجية تتخذ دويلة ومحطة تليفزيونية مخلباً لها.. القلق الحقيقي من القيادات الفاشلة في الداخل.. فاشل واحد في موقع القيادة كفيل بإغراق سفينة.. ان تضع فاشلا في موقع القيادة جريمة في حق الوطن تقتضي المحاكمة ليست للفاشل وحده إنما لمن اختاره أيضا لعل هذا يوصلنا إلي ذراع خفية للمتآمرين ضد الوطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف