عبد الرحمن فهمى
متي نهتف "تحيا الجامعة العربية"؟؟
حينما هاجمت اجتماع القمة الأخير لجامعة الدول العربية لم أكن وحدي بل تقريباً كل الكتاب والمعلقين.. ولم أقصد أحداً بالذات.. فإذا كان الدبلوماسي الكبير أحمد أبوالغيط الأمين العام للمجلس بحكم وظيفته الجديدة فقد يكون قد لحق به شيء من مسئولية هذا الاجتماع الذي قاطعته معظم الدول ولم يسفر عن قرار واحد!
كشف الاجتماع سلبية هذه الجامعة التي نادي كثيرون من قبلي يطالبون بإلغائها..وسبق أن كتبت أكثر من مرة بضرورة غلقها.. كان الرجل الفاضل عمرو موسي أميناً عاماً وناشدته بإلقاء المفاتيح في النيل فاتصل بي وكان له وجهة نظر ورد هام.
***
بعد هذه المقدمة.. أحب أن أقول إن الصحافة كما تعلمناها لابد أن تقول للمسيء أنت أسأت.. ولكن حينما يتخذ خطوات جادة مفيدة يجب أن نقول: برافو أنت أحسنت.
في يوم 20 الجاري يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء العرب مع نظرائهم وزراء خارجية أوروبا في ظل جامعة الدول العربية من أجل "نقلة نوعية للتعاون المشترك لبناء شراكة عربية أوروبية حقيقية تعود بالنفع علي الجانبين المتجاورين المتداخلين أمنياً واجتماعياً".
برافو.. ثم برافو.. ثم برافو.. وزراء الخارجية هم الذين يرسمون سياسة الدول.. وأرجو تسليط الأضواء علي هذا الاجتماع لأخطر قارتين بعد أمريكا لمواجهة التحديات العالمية التي تهم دولهم.. كان لأوروبا ومازالت لها نصيب ليس بالقليل من الإرهاب الذي هز بعض دول القارة.. ثم الحالة الاقتصادية التي كادت تعيد أزمة 1930 تحتاج لتعاون كامل بين دول الاجتماع لقربها من بعضها وتشابه نفس الصعوبات الاقتصادية بدرجات مختلفة.
***
ميزة هذا الاجتماع بالذات.. فقد كانت هناك اجتماعات لنفس الوزراء من قبل.. ولكن ميزة هذا الاجتماع بالذات حماس الأخ أحمد أبوالغيط الذي تربطه بمعظم الوزراء الأوروبيين صداقة واتصالات.. مطلوب قرارات تلزم دول الاجتماع بمحاربة الإرهاب ومنابعه المعروفة وكذا أماكنهم وأغراضهم وأهدافهم.. ممكن لدول الاجتماع توجيه ضربة قاتلة في هذه التنظيمات المخربة المعادية للجميع.. والتعاون الاقتصادي له أهميته في هذه الظروف ايضا.
***
المأخوذ علي عمل جامعة الدول العربية عدم مواجهة المشكلات أولاً بأول.. مثلاً ضاع منا رئاسة الفيفا أخطر اتحاد رياضي وغير رياضي.. أخطر وأغني وأكثر شعبية ونفوذاً من مجلس الأمن الذي لا تحترم قراراته عكس الفيفا تماماً.. ثم أن الفيفا أعضاؤه أكثر عدداً من هيئة الأمم المتحدة نفسها!!
ضاعت رئاسة أخطر اتحاد بفعل فاعل عربي.. رشح نفسه ضد عربي آخر لتفتيت الأصوات وسقط العربي بثلاثة أصوات من 250 صوتاً.. ولم تستجب الجامعة لمناشدة كل الأقلام العربية للتدخل.
وأخشي ما أخشاه ألا تقف الجامعة مع الدكتورة مشيرة خطاب في انتخابات اليونسكو ايضا.. ماذا لو اجتمع مجلس الجامعة علي أي مستوي لإلزام الـ 22 صوتاً بانتخاب مرشحة مصر وتعهد كل هذه الدول بمحاولة جلب أصوات أخري.
هنا سنقف في ميدان التحرير لنقول "تحيا الجامعة العربية"!!