الأهرام
محمد أمين المصرى
كلمات .. «علي راسه بطحة!»
لا أتخيل دولة عريقة مثل مصر تنتفض عن بكرة أبيها للرد علي تقارير إعلامية مفبركة ولا تتصل بالحقيقة بصلة، لا معني مطلقا أن ينبري الإعلام المصري خاصة المرئي والليلي للرد علي أفلام وثائقية أنتجها البعض يعلم القاصي والداني أنها لا تستند الي أية معلومة صحيحة، وأن الهدف من صناعتها وبثها ليس النيل من مصر والمصريين وإنما لإغاظة السلطة التي للأسف سرعان ما تشعر بالغضب وتستثار من مجرد فيلم ردئ، معني ومضمونا وفكرة وصناعة، مجرد فيلم هابط اعتمد علي كومبارس ولا يمت لتاريخنا بصلة.

لا أدري ما سر ضعف الدولة، كمن لسعه عقرب أو لدغه ثعبان سام، ولماذا توعز السلطات المعنية للإعلام بالرد علي مثل هذه الخزغبلات التي لن يمل صانعوها انتاج غيرها وبثها كل فترة؟..

أكاد أجزم أن الإعلام المصري هو الذي منح الإفلام الوثائقية محل المشكلة الدعاية الكافية للجمهور لكي يشاهدها. فمهما بثت تلك الفضائيات من أفلام فلن يتابعها أحد بسبب تراجع نسب مشاهدتها حتي تكاد تكون صفرا منذ يناير 2011 عندما اكتشف المصريون زيف رسائلها وأهدافها المغرضة وتقاريرها التي صورت واقعا غير موجود آنذاك.

ولكن للأسف، تسارع بعض الجهات لتوعز الي إعلاميين بعينهم وتحضر لهم رسائل إعلامية سابقة التجهيز ليردوا بها علي أفلام الفضائيات المشبوهة والتي ننأى بأنفسنا حتي عن ذكر اسمها. ونفس الأسف ينطبق علي ما تقع فيه أحيانا الصحف – قومية ومستقلة – من خطأ بالغ عندما تخضع لضغوط هذه الجهات وتنشر تقاريرها التي ترد بها علي الأفلام المشبوهة. وكان حريا بالجميع النأي عن الرد أو حتي الالتفات لما تم بثه من معلومات مضللة.

يكاد المرء يصاب بالجنون عندما تتعامل الدولة وأجهزتها مع بعض التقارير الإعلامية العربية والغربية والأمريكية بأسلوب رد الفعل الأسوأ من الفعل ذاته. فسرعان ما تخرج تقارير معدة أمنيا توزع كمادة إعلامية، وهي في الأصل ردود ضعيفة المعني والمضمون، وكأن مصر علي رأسها بطحة كما يقول المثل الدارج.

ليس مطلوبا من المصريين أن يمسكوا الدف ليدقوا عليه بمجرد أن دق عليهم أحد بدفه..والأصوب ألا ندق أو نرد، فالإنسان الكبير لا يلتفت لتصرفات الصغار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف