منذ ساعات.. أعلنت القوات المسلحة الإيرانية عن سيطرتها الكاملة علي مضيق هُرمز والخليج العربي، كما أفادت وكالة «روسيا اليوم»!!.

وهو تصريح لا يساوي شيئاً، وإن كان ينم عن الفجاجة والجليطة وقلة الذوق خاصة في توقيته.. فقد جاء في وقت يقوم فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة أخوية للأشقاء في أبوظبي تزامناً مع الاحتفال بالعيد الوطني الخامس والأربعين لدولة الإمارات!!.

ولو صحت تلك الأنباء فهي دليل جديد علي العصبية التي تسيطر علي القرارات في إيران وعلي حكامها وملاليها لسببين.. الأول يتعلق بالنجاح المتتالي الذي تحرزه القاهرة في منطقة الخليج العربي، وإعلانها المتكرر عن أن الشأن الخليجي يرتبط عضوياً بالأمن القومي العربي في العموم والمصري بالأخص.

أما السبب الثاني لتلك العصبية فهي المفاجأة الأمريكية بفوز دونالد ترامب بالسُكني في البيت الأبيض، وإعلانه ضرورة «مراجعة» صفقة الاتفاق النووي مع طهران!!.

يحدث ذلك بعد تصور الساسة الإيرانيين أنهم ضحكوا علي أوباما وباعوا له «التروماي» بأن يُكملوا مسيرتهم النووية في أمان ودون مضايقات، وفوقها يحصلون علي أرصدتهم المالية الضخمة المتراكمة في البنوك الأمريكية، والتي تم تجميدها منذ قيام الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩.. مقابل عدم التعرض لأمن إسرائيل أو الجنود المارينز الموجودين في العراق وأفغانستان وقطر!!

وكان السيناريو الأمريكي الإيراني الذي وضع خطوطه العامة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي ذو العلاقات الواسعة مع النظام الإيراني وحركات الإسلام السياسي العالمية.. يقضي بتعجيل الصفقة فور فوز هيلاري كلينتون بالسباق الرئاسي كما كانوا يتوقعون.. لكن يا فرحة ما تمت، فقد أتي انتصار ترامب العاصف بما لا تشتهي سفن الأحلام الإيرانية!!.

ولو علم ساسة الجمهورية الإيرانية أن لعبة السياسة هي «فن الممكن»، وان كل ما يتمناه المرء قد لا يدركه في عالم تموج فيه العلاقات الدولية.. لتصرفوا بمزيد من الحكمة والكياسة بعيداً عن التمادي في الغرور والجليطة وقلة الذوق.

اللهم إلا إذا كانت التصريحات الإيرانية تعني بسط نفوذها علي الجزر الستة المتناثرة حول المضيق، وهي «قشم» الإيرانية، بجانب الثلاث الإماراتية التي تسطو عليها، إضافة إلي جزيرتين أخريين هما هرمز ولاراك!!.

لكن المضحك أن إيران تعلم أن العالم لا يسمح ولن يسمح بسيطرتها علي مضيق دولي تتشارك فيه عدة دول ويمر من خلاله كل انتاج دول الخليج العربي من البترول إلي أسواق الشرق والغرب ونحن في بداية موسم الشتاء، والأسطول الأمريكي الخامس هناك يراقب عن بُعد، والاتفاق مع واشنطن عاد للمربع الأول.. وأن القاهرة قريبة جداً «مسافة السكة».