مع الاعتذار للصديق والزميل الشاعر الكبير جمال بخيت زميل الدراسة في كلية الاعلام جامعة القاهرة صاحب القصيدة الرائعة "دين ابوهم اسمه ايه" التي اطلقها في سنوات حكم الاخوان والمرشد فإنني اجد نفسي استعيد منه العنوان ولكن بشكل آخر لاقول "ديك ابوكم ايه".
ومناسبة هذا العنوان هو القرار الغريب والكارثي الذي اصدرته الحكومة بالغاء الجمارك علي الدواجن المستوردة وبأثر رجعي وضع الف خط تحت اثر رجعي وهو القرار الذي يقضي علي الصناعة الوطنية لانتاج الدواجن التي يصل حجم استثماراتها 65 مليار جنيه ويعمل بها 2.5 مليون عامل.
وهذا القرار في اعتقادي يأتي ضمن المسلسل المقصود الذي تحدثت عنه في مقال الاسبوع الماضي بعنوان "تدمير مصر.. علي الطريق السوفيتية" فبعد حركة المحليات ووضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب وبعد انهيار قيمة الجنيه.. وبعد توجيه ضربة قاصمة لصناعة الدواء واختفاء الادوية من الاسواق واقتراب شبح الافلاس من شركات ومصانع الادوية وتعريض حياة المواطنين للخطر نتيجة اختفاء الدواء.. جاء الدور علي صناعة الدواجن لكي تطلق عليها الحكومة رصاصة الرحمة فبدلاً من اعفاء الاعلاف ومستلزمات الانتاج التي يتم استيرادها من الخارج من الجمارك لحماية الصناعة الوطنية بعد ارتفاع الدولار بنسبة 100% تقريباً قامت الحكومة بالغاء الجمارك عن استيراد الدواجن وبأثر رجعي في سابقة لم تحدث من قبل لتؤكد ان الاستفادة من تطبيق القرار بهذا الشكل تصب في صالح مستورد او مستوردين كبار بعينهم وكان اولي بالحكومة ان تحدد اسم المستفيد وتقول لنا من هو "اللي هيبقي مريش" او من هم الذين سيصبحون مريشين من وراء هذا القرار؟!!
سياسة تدمير مصر تمضي علي قدم وساق وبسرعة مذهلة وتنتقل من مجال إلي آخر بشكل منظم ولصالح فئة معينة.. يكفي ان اشير إلي ما قاله وحيد قرقر وكيل لجنة النقل والمواصلات من ان البيانات الاولية تشير إلي ان اجمال المبالغ التي حصلت عليها خزانة الدولة من الخصخصة "بيع شركات القطاع العام" بلغ 50 مليار جنيه رغم ان الواقع الفعلي كان يتطلب ان تكون الحصيلة 100 مليار جنيه.. هل يقل لنا احد اين ذهبت الـ 50 مليارا الاخري حتي نعرف من الذين اصبحوا "مريشين".. ام سيمر الامر حتي ندخل في ازمة اخري وبعد ان تم تدمير شركات القطاع العام يأتي الدور علي صناعة وطنية اخري لتدميرها والقضاء عليها.. وللاسف لا احد يحاسب.. ولا احد يتصدي.
بالامس القريب كنت اجلس مشاهداً لاحد الافلام الاجنبية وتوقفت امام عبارة قالها احد ابطال الفيلم وهي "ما يحدث حالياً ان الشعوب تخاف من الحكومات وهذا خطأ لأنه يجب ان تخاف الحكومات من الشعوب".. ويا من تقود مخطط تدمير مصر علي الطريقة السوفيتية اقول لك بكل صراحة ووضوح "ديك ابوك ايه".. هل هو ديك بلدي ام مستورد.. رومي ام يهودي.. قل لنا وريحنا "ديك ابوك ايه"؟!
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.