المساء
هشام أبو الوفا
طهر أبيب
موافقة الكونجرس الأمريكي علي تمديد العقوبات علي إيران لمدة 10 سنوات جديدة واعتراض طهران علي ذلك إنما يعد نوعا من ذر الرماد علي ما يحاك في الخفاء ضد المنطقة العربية في ظل الإصرار الأمريكي لإدارة الأحمق أوباما علي ترك المنطقة "أنقاض" لخليفته الجمهوري ترامب. وإذا تصور البعض ان مثل ذلك القرار يعد طمأنة للمملكة العربية السعودية الشقيقة ومكافأة لها علي فترة الجمود مع مصر فهو واهم لأن الكونجرس إذا أراد فعل ذلك فعليه إلغاء قانون "جاستا" المشبوه.
وما يحدث فضحته صحيفة يديعوت آحرا نوت الإسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي عندما أعلنت أن الإيرانيين يمتلكون اسهما في الشركة الألمانية التي تبيع غواصات لإسرائيل أي أن الإدعاءات التي يطلقها الساسة سواء في سوريا أو في إيران أو في المنطقة العربية حول المد الشيعي والمخاوف من التقارب العربي مع إيران هي مجرد خيبة أمل لأن علاقة تل أبيب وطهران واضح أنها وصلت إلي حدود التحالفات غير المعلنة وليس العداء المعلن الذي يصدعنا به حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني ومعه آيات الله الذين اعلنوا من قبل أن الثورات العربية هي ثورات إسلامية أيا كان نوعها إرهابية سنية أو إرهابية شيعية وهو ما يفسر تدخل حزب الله الشيعي في قضايا العنف الذي شهدتها ثورة 25 يناير كما يفسر تورط الحرس الثوري الإيراني أيضا في حوادث موسم الحج خلال موسم 2015 وما ترتب عليه من ضحايا راحوا ضحية المؤامرات السياسية التي تنتهجها إيران لإحراج السعودية وإظهارها بأنها غير قادرة علي تنظيم موسم الحج ثم إدعاءات إيران أيضا بأنها باتت تسيطر علي مضيق هولمز والخليج العربي الذي ظلت طوال السنوات السابقة تقول عنه إنه الخليج الفارسي.
إذن نحن أمام مؤامرة واضحة المعالم حاولت أمريكا تنفيذها في المنطقة عن طريق وكيل خفي هو إيران برعاية قطرية تركيا وبمباركة إسرائيلية وبتصدر جماعة الإخوان الإرهابية للمشهد لتدمير المنطقة العربية دون تدخل مباشر لتل أبيب حتي لا تتأجج المشاعر العربية وتفشل الثورات العربية وكل ذلك يفسر حالة القهر والفشل التي يعيشها أطراف المؤامرة سواء في طهران أو أنقرة أو الدوحة لان مشروع الدمار وامتلاك الثروات العربية قد فشل وأصبحت المنطقة علي فوهة بركان.
لذلك كله فإن العرب ليسوا في حاجة إلي التضامن أكثر من الآن لمواجهة التغيرات الكارثية التي تسعي قوي الاستعمار في المنطقة لتنفيذها قبل أن تنته ولاية الرئيس الأمريكي الإرهابي باراك أوباما.. اسأل الله العافية لمصر وللوطن العربي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف