المساء
عزة يحيى
وجع الكلام
توقفت طويلا أتأمل ما كتبه الصغار بأقلامهم من كلمات يقدمونها إلي الرسول الكريم في ذكري مولده.
فكرة ذكية لاحدي المعلمات بمحافظة قنا فقد اقترحت علي طلاب الصف الأول الاعدادي كتابة رسائل إلي النبي محمد صلي الله عليه وسلم وإلي المسيح عيسي بن مريم عليه السلام.
كشفت الرسائل عن ألم دفين تكوي نيرانه قلوب الصغار ومعاناة واحساسا بالقهر والظلم يفوق سنوات عمرهم البريئة.
انتفض الصغار حزنا وخوفا علي ما آلت إليه أوضاع مصر وما وصل إليه حال المسلمين من اقتتال وحروب وضياع الدين والأخلاق واختفاء المحبة والتسامح وأنهيار القيم طالبين منهما الشفاعة والخلاص والنجاة من كل الشرور والآلام.
كلماتهم أشبه بالرثاء والأنين لما وصلنا إليه من تشتت وفرقة وفقر.. كل كلمة تكشف عورات المجتمع وحالة الإحباط والخوف التي أصابتهم جراء أفعال وممارسات الكبار.
كلمات في جذورها الألم والأمل لمجتمع للأسف فاقد الوعي بماهية الصعيد أرض القصب وأقدم دولة في العالم وأقدم الحضارات.
كلمات أبناء الصعيد اصابتني بالمرارة والوجع أبناء صغار مر عليهم الفقر فهجرت بيوتهم الأحلام والأمان وسكنها الخوف والقلق.
ونحن نعيش في عالم تسيطر عليه التكنولوجيا وتحكمه العولمة في أفكاره وسلوكياته مازال هناك أجيال من المصريين كل حلمهم حياة كريمة يسودها الأمن والرحمة هؤلاء هم أبناء الصعيد الأصيل المنسي طيلة السنوات الماضية وكأنه سقط من عقول الأنظمة السابقة التي أهملته وتركته يئن ويرزح تحت وطأة مشاكل لا حصر لها في الصحة والتعليم والبطالة وتدني سائر الخدمات من مياه وكهرباء وطرق ومئات من القري لم يصلها الصرف الصحي حتي الآن.
الصعيد يعاني شدة الفقر لغياب التنمية الحقيقية علي أرض الواقع لذا يطرح السؤال نفسه هل يدرك المسئولون في حكومتنا حجم أزمات ومآسي أبناء الصعيد وهم يخططون لرؤية مصر 2030 ويضعون ملامح التنمية المستدامة التي ستحقق طفرة ونقلة لحياتنا؟!
أرجو ألا يظل الصعيد مهمشا تتزايد مشاكله وأزماته دون تدخل يغير من واقعه الأليم لابد أن نفتح نافذة يتسلل منها الضوء ليشعر الصغار بأن الغد سيكون أفضل.

امسك مرتشي
الرشوة من أخطر الجرائم المخلة بحسن سير الوظيفة العامة لأنها تدفع الموظف إلي تغليب المصلحة الشخصية علي المصلحة العامة وتؤدي إلي الاخلال بالمساواة وانتقاص الحقوق بما يفقد المواطنين ثقتهم في عدالة أجهزة الدولة وتشكل خطرا حقيقيا علي منظومة المجتمع الأخلاقية وللأسف الشديد وبنظرة إلي كل القطاعات نجدها منتشرة بشكل واسع فقد اقتحمت الكثير من جوانب الحياة ولم يعد يسلم منها مجال من المجالات في أيامنا هذه لم نستطع مقاومة أشكال الفساد الإداري من واسطة ومحسوبية ورشوة صغار الموظفين وكبار المسئولين سواء علي مائدة الرشوة وهناك من يحاول تحريفها ووصفها بالهدية ولم لا فمن أدمن الحرام لا يصعب عليه التحريف والاحتيال بالكلمات المؤسف انه في أيام قليلة سقطت رموز مجتمعية متلبسة بالرشوة قاضي واستاذ جامعي وطبيب ووكيل وزارة ومسئول باحد البنوك.
القائمة طويلة وممتدة تؤكد اننا شركاء في تفشي الظاهرة وتغولها لاننا فقدنا القدرة علي المواجهة حتي الاستيراتيجية الوطنية التي تبنت العديد من المبادئ مثل ترسيخ المساءلة والمحاسبة دون مجاملة أو تمييز في إطار سياسات المواجهة علي أرض الواقع لا يوجد تطبيق لهذه المبادئ والسبب عدم فاعلية الرقابة الداخلية وتعقد الإجراءات في غالبية المصالح الحكومية وتدني المرتبات.
الآن وبعد ما حدث من ارتفاعات في الأسعار وموجه الغلاء الطاحنة هل تفلح الأجهزة المعنية في إيقاف زحف الرشوة في أجهزة الدولة؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف