عاصرت الكابتن الشاذلي منذ ان بدأ مسيرته الكروية في مطالع ستينيات القرن الماضي ومنذ البداية كان الشاذلي نجما لامعا في سماء الكرة المصرية وكان المهاجم الذي يعمل له المنافسون حسابا وأي حساب وقد كان متميزا بتسديداته القوية من مختلف زوايا الملعب ولقد سطر الشاذلي صفحة ناصعة في تاريخ نادي الترسانة مليئة بالعطاء والأهداف الغزيرة حيث توج بلقب هداف الدوري لعدة مواسم كما كان من هدافي المنتخب وخلال مسيرته سجل 176 هدفا وهو رقم لم يستطع أحد من لاعبي الكرة في مصر أن يصل إليه ويرحل الشاذلي عن عالمنا بعد ان كان يشاهد مباراة لفريقه الترسانة وهو الفريق الذي أحبه الشاذلي ولم يبتعد عنه رغم الإغراءات التي قدمت له من الأندية الأخري.
ويقولون ان من الحب ما قتل فمن حزنه علي فريقه الذي يقبع في دوري الظل والنسيان وبعد هزيمته من فريق مصر للتأمين عز علي الشاذلي أن يري معشوقه ولا أمل له في العودة إلي البريق واللمعان فانتابته الحسرة والحزن وبالتالي خر صريع عشقه وحبه لناديه ولقد اقتربت من الشاذلي في كثير من رحلات المنتخب في بطولات افريقيا ودورة طوكيو الأوليمبية فكان نعم الإنسان الذي نأنس إليه لما كان يتمتع به من خلق طيب ونفس راضية وهذا ما انسحب علي تصرفاته في الملعب إذ لم نسمع أو نشهد الشاذلي يجادل حكما في قرار أو يشيح بيده اعتراضا علي قرار ويوم ان احتفل الزمالك بمنشآته تم تكريم الشاذلي كواحد من العمالقة في عالم المستديرة وقد تسامر معه ومع أبناء جيله اثناء الحفل مصطفي رياض وابورجيلة ونبيل نصير وحمادة إمام وأحمد مصطفي وغيرهم من النجوم ويذكرنا أياما جميلة عندما كان هؤلاء اللاعبون يقدمون أجمل العروض ولم يكن أحد منهم همه الأول كما سيقبض من أموال بل كان همهم تقديم الفنون الكروية في أجمل لوحاتها واظهار المقدرة علي اسعاد الجماهير.
رحم الله الشاذلي وأجزل له المثوبة بقدر ما أمتعنا وبقدر ما سجل من اهداف غزيرة.