بات حق الراكب مهدراً داخل وسائل النقل العام التي تغيب عنها أعين الرقابة والتفتيش فتجد فئة من السائقين والمحصلين يتلذذون في معاناة الراكب وكأنهم يستقبلونه في سياراتهم الخاصة وليس في وسيلة نقل عام!!
** أمامي ثلاث وقائع.. الأولي لأتوبيس القاهرة الكبري خط "6 أكتوبر- أحمد حلمي" الذي يستغل بعض سائقيه أوقات الذروة وقلة أعداد سيارات الميكروباص بالمدينة ليبدأوا في تعبئة الأتوبيس بأكبر عدد من الركاب مع السير بسرعة "القشاش".. حيث يتوقفون عشرات المرات -دون مبالغة- ليستقبلوا فوجاً جديداً من الركاب ولا عزاء لآدميتهم.. فيحشرون حشراً ويظل الباب الخلفي مفتوحاً علي مصراعيه بأمر البيه المحصل حتي يستقبل آخر راكب علي سلم الأتوبيس "!!".. وإن تظلم أحد يأتيه الرد "ياريتك متركبش معانا المرة الجاية"!!
يحدث هذا مع أن شركة أتوبيس القاهرة يمكنها استثمار أوقات الذروة داخل مدينة 6 اكتوبر بما يحقق مكاسب كبيرة دون المساس بآدمية الركاب أو إهدار لأوقاتهم وذلك بدفع عدد أكبر من الأتوبيسات. خاصة يوم الخميس من كل أسبوع والتنبيه بعدم تحميل الأتوبيس بأكثر من عدد المقاعد مراعاة لوقت الركاب الذي لا يتحمل مزيداً من الإهدار مع طول زمن الرحلة بطبيعة الحال من اكتوبر للقاهرة والعكس.
أيضا مطلوب من أتوبيس القاهرة الكبري التنسيق مع مجلس المدينة لتحديد محطات بعينها تقف عندها سياراتها وليس كل مترين كما هو الحال وكان الله في عون الراكب المغلوب علي أمره.
** واقعة ثانية من داخل أحد الميني باصات المتجهة لمنطقة الموسكي.. فبمجرد أن تستقل مقعدك تستقبلك هذه العبارة الحكيمة التي كُتبت بالبنط العريض في سقف السيارة "إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك" وهي عبارة لا شك تستنهض الضمائر إلا ضمير سائق "الميني باص" الذي كلما سأله راكب عن "التذكرة" يصيح فيه ساخطاً ومتبرماً "ادفع وبس.. مفيش تذاكر النهارده"!!
** وفي موقف "القللي" يستغل بعض سائقي الميني باصات قلة عدد السيارات بالموقف في أوقات الذروة لتحقيق مكسب أكبر.. حيث يقومون بتحصيل نفس أجرة الميكروباص "!!" ولا يعبأون بوقت الركاب.. فطوال الطريق يقفون للتحميل ثم يضعونهم أمام الأمر الواقع حين يفاجئونهم وبلا سابق تنويه بدخول محطة البنزين ليضاعفوا من زمن الرحلة علي الركاب المساكين ويزيدوا من معاناتهم.
أين الرقابة والمحاسبة من تجاوزات "القشاش" وأخواته؟!