المساء
أحمد سليمان
يا فضيلة شيخ الأزهر من لمسلمي ميانمار؟
ما زالت إسرائيل تبتز دول العالم بدعوي محارق اليهود "الهولوكوست". وتنتفض الولايات المتحدة ودول الغرب إذا صدرت شائعة باضطهاد المسيحيين في أي بقعة من بقاع الأرض. أما المسلمون في ميانمار "بورما سابقاً" الذين يتعرضون لاضطهاد وتنكيل يومي فلم ينتفض لهم أحد من مسلمي العالم البالغ تعدادهم ما يقرب من ملياري شخص.
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يطوف بلاد العالم شرقاً وغرباً لتصحيح صورة الإسلام وشرح صحيح الدين وتغيير الصورة الذهنية السيئة عن الإسلام التي خلفتها ممارسات جماعات وتنظيمات تنتمي ـ مع كل أسف ـ لهذا الدين الحنيف. ولكن لم نسمع أو نر موقفاً وإجراء من مؤسسة الأزهر الشريف ضد ممارسات الدولة والجيش والشرطة في ميانمار بحق المسلمين الذين يمثلون نسبة 8.3% من سكان الدولة البالغين حوالي 52 مليون نسمة.
مسلمو ميانمار يقتلون ويذبحون ويحرقون أحياء منذ كانت ميانمار دويلة اسمها بورما. بل يعود اضطهاد المسلمين هناك منذ خمسة قرون مضت من الزمان عندما انتقلوا للعمل والعيش هناك من الهند وبنجلاديش أثناء الحكم البريطاني لهذه البلاد. وبدأ البوذيون الذين يمثلون الغالبية من سكان ميانمار عام 1550 في حرق مساجد ومنازل وممتلكات المسلمين جهاراً نهاراً وبرعاية الشرطة والجيش والسلطات في ميانمار حتي وصل الأمر إلي تعبئة السفن بالمسلمين وإغراقهم في البحر. والمتابع لما يتم بثه علي قنوات يوتيوب وفيديوهات علي الفيس بوك يري كل يوم انتهاكات وتعذيب الأطفال وفتيات ونساء وشيوخ ورجال المسلمين في هذه الدولة الفاجرة ميانمار التي لم تجد من المسلمين من يعترض علي ممارساتها أو ينتفض لنجدة أناس مستضعفين في الأرض ينتمون لآخر ديانة سماوية.
لن أتحدث عن منظمات حقوق الإسنان أو منظمة الأمم المتحدة علي الرغم من الإعلان أمس عن قيام كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة بزيارة إلي ميانمار لبحث مسألة اضطهاد المسلمين. ولكن الأمر يحتاج إلي عين حمراء من قادة الدول الإسلامية ومؤسسة الأزهر الشريف ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل غيور علي هذا الدين تجاه هذه الدولة المارقة.
لماذا لا تتخذ كل الدول الإسلامية إجراء موحداً وفي توقيت واحد بطرد سفراء ميمانمار منها؟ ولماذا لا تقوم الدول الإسلامية الكبري بفرض عقوبات اقتصادية ضد هذه الدولة؟ ولماذا لا تقدم الدول الإسلامية مجتمعة مشروع قانون بمجلس الأمن بفرض عقوبات أيضاً علي دولة ميانمار حتي تعطي مسلميها حقوقهم كمواطنين لهم كافة حقوق المواطنة؟ ولماذا لا يوثق شباب المسلمين في العالم ممارسات البوذيين هناك تحت رعاية الدولة ضد المسلمين في تقرير رسمي ويتم التقدم به إلي محكمة العدل الدولية مع اتهام ميانمار بتنفيذ حرب إبادة جماعية ضد المسلمين هناك؟ ولماذا لا يخصص شبابنا المنكفئين علي الفيس بوك ليل نهار جزءاً من وقتهم للهجوم الإلكتروني علي أجهزة الدولة في ميانمار ليعلموا أن المسلمين هناك ليسوا بمفردهم؟
يا مسلمي العالم انتفضوا لإنقاذ إخوانكم المضطهدين في ميانمار لعل وعسي يعلم حكام هذه الدولة ان العالم مازال به مسلمون يستطيعون نجدة إخوانهم في أي مكان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف