ما بين حي منشية الصدر وحدائق القبة فركة كعب.. أو علي وجه التحديد يفصل بينهما شارع شهير هو مصر والسودان أو شارع الملك.. المنشية حي شعبي يمتد إلي شريط السكة الحديد ثم يمتد إلي كوبري القبة عند القصر الرئاسي بينما حدائق القبة فيها الفيللا ويسكنها المشاهير الشيخ محمود صديق المنشاوي وبجواره أحمد رامي عند استديو جلال الذي جري به تصوير أهم الافلام السينمائية وعنده ايضا كان يسكن محمود شكوكو.. وهو ايضا نفس الحي الذي ينتمي إليه النجم أحمد بدير وكما عرفت بعد ذلك وفيه ايضا كان يسكن الكاتب الصحفي طاهر الطفاحي واسماء أخري عديدة الحياة مختلفة في المنشية عنها في الجانب الاخر.. حيث المحلات التي تبيع الاكل والشرب وتسهر للصبح.. بائع الفطائر والسمك والفول والطعمية والمقاهي.. وبالمنارة لم يكن يأكل من الشارع الا من افتقد الأكل في بيته وكانت جريمة نكراء ان تلجأ إلي الطعام السوقي أو أكل الدكاكين.. لان طبيخ الامهات هو الاصل.. وكانت مباريات الكرة الشراب تقام في الشوارع الاسفلت وفي بعض الاحيان يتم الاستعانة بانوار ليلية وشادر خاصة في سهرات رمضان وتقام الدورات الرمضانية وهي غالبا اسخن من مباريات المونديال.. تتنافس الاحياء بقوة وكانت الحتة عندنا تضم مجموعة كبيرة من نجوم اللعبة.. عنتر عبدالقوي واخواته محمد وخيري وحمدي.. وحسني أبوزيد وسيد صبرة وغريب جنجا الذي سمعت انه تحول إلي مطرب شعبي بعد ذلك بعد ان اختفي سوق كرة الاسفلت في الشارع الملاصق لشريط السكة الحديد بين محطتي الدمرداش ومنشية الصدر.. والقاعدة تقول ان من يمتلك الكرة هو صاحب المحل وضروري أن تكون فرصته اكبر من غيره والكل ينافقه ويداويه حتي لو لم يكن يعرف عن الكرة الا انها تختلف عن البطيخة.. واستاد القاهرة ليس عنا ببعيد.. يمكننا ان نأخذها كعابي.. وعلي مقربة منه اتحاد مكان المستشفي العسكري حاليا وامام خبر الرئيس جمال عبدالناصر حيث كانت مباريات الدوري العسكري.. وأيضا فيه كل نجوم مصر صالح سليم وحمادة امام وطه اسماعيل ورفعت القناجيلي والشاذلي وبجواره مبني متواضع كان يعسكر فيه الفريق القوي.. ورأيت علي زايد وكان مديرا للكرة بالاهلي وقد حلق للجميع زيرو.. عندما عسكروا في هذا المكان في فترة تعثر فيه الاهلي وأصبح ملطشة.
وبالمناسبة كانت منطقة تجنيد القاهرة مكان المدينة الجامعية لجامعة عين شمس ثم جري نقلها إلي حلمية الزيتون وبعدها إلي طريق الاسماعيلية كما تم افتتاح مناطق أخري في محافظات عديدة.
وفي ايام مباريات الدوري الممتاز مع بداية الستينات لم يكن امامنا سوي مقهي صغير.. يحشرنا جميعا حشرا والفرجة بقرشين أي مثل تذكرة سينما الدرجة الثالثة.. وبدون مشاريب وغالبا ما كانت المباريات تقام في اجواء من المشاحنات لكن المعلم كان يسيطر علي الموقف.. وهكذا كنا في منشية الصدر ننام علي كرة ونأكل ونشرب كرة.. لكن الظاهرة ان اغلب ابناء الحي كانوا يشجعون الزمالك .. ليه ما اعرفش!!