المصريون
رضا محمد طه
غابت أولوياتنا حتي بالمؤتمرات المتخصصة
إنتهت أمس فعاليات مؤتمر عن "التهديدات الفيروسية والتحديات البيئية" شاركت فيه بالغردقة والذي تُنظمه كل عامين "جمعية الفيرولوجي المصرية" وإستمر أربعة أيام، نوقشت فيه العديد من الأبحاث عن الأمراض الفيروسية التي تصيب سواء الإنسان أو الحيوان أو المشتركة بينهما وكذلك أمراض النبات، وأقيت فيه محاضرات متنوعة في مجال الفيروسات ومقامتها وإنتاج اللقاحات بطرق حديثة ومبتكرة، حضره ممثلون أكاديميين من بعض جامعات مصر والبلدان العربية ومراكز البحوث وبعض الجامعات الأجنبية. المثير للإنتباه والذي يدعو للدهشة والتعجب هو أن أبحاث ومحاضرات المؤتمر خلت تماماً من التطرق لأحد الفيروسات الهامة والتي تمثل لنا مشكلة كبيرة حتي الآن نظراً لعدد المصابين به في مصر وما يترتب عليه من عدد كبير من الوفيات جراء مضاعفاته وتأثيره علي صحة المواطنين وسهولة إنتقاله، ألا وهو "فيروس الكبد سي HCV"، ولا أدري هل ما حدث يمثل صدفة أم أن هناك موجة أو موضة يسير عليها أو يمشي في ركابها حتي الأكاديميين؟، لدرجة أن بعض الأبحاث والتي إستنفذت من المجهود والوقت والنفقات الكثير والكثير وتناولت فيروسات لا توجد عندنا بالأصل أو حدوثها نادراً، مثل فيروس كورونا MERS-Corona والذي ظهر بالسعودية منذ فترة وينتقل عن طريق الجمال، بالطبع لا أقلل من فائدة البحث عموماً لكن الضروريات تؤجل الرفاهية في الأبحاث والتي قد ينتهجها الأجانب حيث الفائض الكبير عندهم من المال والعلم. غابت تماماً دراسات كنا نامل في مناقشتها في هذا المؤتمر المتخصص، مثلاً دراسة وافية عن جدوي وكفاءة وفاعلية "سوفالدي" العلاج الذي تناوله العديد من المصريين المصابين لعلاج "فيروس سي "، وهل من تناولوه قد تم شفاءهم أم أنه يحدث إرتداد وعودة لظهور الفيروس ثانية في أجسام المرضي؟، حتي تكون هناك رؤية واضحة وشفافية-التي نخشي غيابها في مجال الصحة والعلم-بعيدة عن التهويل أو التهوين أمام هؤلاء الناس الأبرياء. لا أدري لماذا نترك أولوياتنا لغيرنا-خاصة من الأجانب-في قضايا حساسة خلال مجالات متعددة منها الصحة والبحث العلمي كي يبحثون لنا فيها ويقدمون لنا الحلول والعلاجات، في مقابل القبول بشروطهم وحسب رؤيتهم ومصلحتهم وهذه السياسة دائماً ما تصب في غير مصلحتنا، يمكننا بالطبع الإستفادة من علمهم وتقدمهم لكن في المقابل علينا أن نبدأ في التعود والإعتماد علي أنفسنا وأن نعمل بنصيحة الشاعر الحكيم الذيي قال: "ماحك ظفرك غير جلدك...فتول أنت جميع أمرك.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف