رحم الله الكاتب والأديب الكبير / علاء الديب . ومن مقولاته ومأثوراته التي تحمل معان كبيرة وكثيرة لاسيما في هذه الاأيام التي نحياها: "إن الكتابة كالصلاة لا تصح بدون طهارة ووضوء"... الطهارة الحسية والمعنوية من كل دنس عقلي أو جسدي .. إذ لابد للكاتب أن يكون متزنا في الأقوال والأفعال .. وكيف يدعوا إلي الترسيخ للقيم النبيلة وهو أبعد ما يكون عنها.. الذين كتبوا علي مر الزمان والمكان كثر ولكن من منهم تظل كلماته نبراسا وطريقا يتلمسه الناس بالتأكيد قليل .. كثيرون كتبوا إلا أن كتاباتهم لم تسترق السمع ولم تؤثر في من حولهم وآخرون كتبوا في شتي فروع المعرفة فكانت كلماتهم نورا .. هؤلاء هم دعاة التنوير بل والاستنارة.. ماتوا بأجسادهم إلا أنهم مازالوا أحياء بما خلفوه وراءهم من فكر نافع للبشرية جمعاء .. قال لي كاتب كبير جدا أنه كان يعقد صالونه الأدبي والثقافي عند آذان الجمعة؟؟ وسمعنا عن آخرين أنهم كانوا أعداء للتطهر والاستحمام .. التطهر الذي نعنيه بالتأكيد أشمل وأعم ... كتاب كثر ينتصرون لأنفسهم بالحق والباطل ألا ندعوا هؤلاء إلي التطهر . وآخرون افتقدوا الإخلاص والهدف والقناعة ألا ندعوا هؤلاء إلي التطهر.. صحيح أن منهم من امتلك ناصية البيان إلا أنهم كانوا ودوما المتأرجحون .. بل هم كتاب كل الأنظمة ومن يطرقون الأبواب.. مدحوا الجميع دون تفرقة ونافقوا دون طلب هؤلاء جميعا ألا ندعوهم إلي التطهر.. رأيناهم وهم ينتقلون من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار دون مقدمات ويغيرون المقاعد والمواقف دون أسباب واضحة إلا ندعوا هؤلاء إلي التطهر.. وهناك من يكتبون دون تجرد.. بل هناك من امتهنوا النهش في لحوم البشر أحياء وأمواتاً إلا ندعوا هؤلاء إلي التطهر .. وعلي هذه الوتيرة حدث ولا حرج .. وقد ظنوا وبعض الظن إثم أن الناس لا تقرأ .. وأن الذاكرة يمكن تمحي وهذا وهم .. فالذاكرة في مجموعها لا تعرف الموت ... أمثال هؤلاء قد يكذبون علي الناس مرة أو مرتين أو ثلاثة إلا أن أمرهم حتما سينكشف ..الطهارة قبل الكتابة مصطلح ثمين وليس اقل من الإمساك به والوقوف أمامه فهي دعوة نقية وطاهرة من كاتب نبيل رحل عن دنيانا في الأيام الأخيرة في صمت وهكذا النبلاء والأطهار . دعوة لكل صاحب قلم قد يكون في مقتبل حياته وقد يكون قد امتد به العمر وربما كان في أخريات حياته ..الذين كتبوا علي طهارة سيذكرهم التاريخ أنهم وحدهم من استحقوا فعلا شرف الكتابة .. أما هؤلاء الذين أبوا أن يتطهروا فهم فعلا كمن أدي صلاته دون وضوء وليس لهم منها إلا الركوع والسجود.. لست هنا في مقام سرد لأسماء كتاب كانوا أنقياء أصفياء أطهار فالقائمة طويلة ولكني أردت التذكير لهؤلاء الذين مازالوا يكتبون وهم علي نجاسة ؟؟؟