الأهرام
أشرف محمود
دعم المشروعات التنموية
تموج الساحة المصرية بالأحداث السياسية منها والاقتصادية التي تنعكس علي المجتمع وتفرض نفسها علي مائدة الحوار في كل مكان يوجد فيه الناس بداية من المنازل والأسواق، وحتي في وسائل المواصلات وصولا الي وسائل التواصل الاجتماعي، الكل يتحدث وينصب من نفسه خبيرا في كل شأن يتناوله الحوار، والبعض يستسهل فيهرف بما لا يعرف دون أي وخز من ضمير كون ما يعرضه منافيا للحقيقة أو لا يمت لها بصلة، لكنه من كثرة ترديده وتداوله يصبح لدي البسطاء من ابناء الشعب بمنزلة حقيقة واقعة خصوصا في ظل غياب الشفافية وندرة المعلومات التي تقدمها الحكومة ووزاراتها في ردودها علي تلك الشائعات. ووسط تلك الحالة التي تزامنت مع تعويم الجنيه وغلاء أسعار بعض السلع والتلويح بنقص في عدد من الأدوية وارتفاع أسعار بعضها، خيمت حالة من الارتباك أمام من يريد أن يوجه رسالة تفاؤل بالمستقبل، حتي متابعة المشروعات القومية التي ينتظر أن تحقق الإضافة المعنوية والمادية للبلد، لم تعد تشغل بال الناس، حتي إن هناك من خلط الامور ببعضها وتساءل عن جدوي تلك المشروعات في ظل الارتباك الاقتصادي، بدلا من التوقف امام الظاهرة الفريدة التي تتميز بها مصر في هذه الفترة من القدرة علي العمل رغم الكبوة الاقتصادية لتنجز ما يقيل البلد من عثرته. وأمام هذا المشهد وجدتني أعود بالذاكرة إلي العام سبعة وتسعين عندما حضرت فعاليات الدورة الرياضية العربية «رد الله غربتها» والتي استضافتها لبنان، وكانت هناك ازمة سياسية تزامنت مع الحركة الإنشائية التي قادها الراحل رفيق الحريري رئيس الوزراء آنذاك، بدأت من إعادة اعمار وسط بيروت منطقة السوليدير، وإعادة انشاء المدينة الرياضية التي باتت فخر المنشآت الرياضية اللبنانية، وحدث لغط كبير علي تسميتها وتحولت المجالس اللبنانية إلي الحديث عن الأزمة هل تسمى المدينة الرياضية ام تسمي كما كانت مدينة كميل شمعون الرياضية، ولأن لبنان بلد الطوائف كبرت الازمة ولم تعد مجرد خلاف علي اسم وإنما قضية طائفية بامتياز، وتناسي الناس ان البلد الذي كان وقتها يخرج لتوه من حرب أهلية وبعدها عدوان اسرائيلي دمر المدينة الرياضية، تحول الي خلية نحل لاستعادة واجهته ليعود كما كان قبلة لاستقبال زواره، ويعود إليه أبناؤه الذين هاجروا الي بقاع العالم بسبب الحرب الأهلية، وبينما الأمور كذلك، حل موعد حفل الافتتاح الذي شهد اعتذار مطربة كبيرة كان مقررا أن تحيي الحفل بسبب عدم حسم قضية الاسم لأنها كانت من المؤيدين للاسم القديم، لكن رغم كل ذلك جاء الافتتاح رائعا وثريا بفقراته الفنية المتميزة، ولما حان موعد كلمة رفيق الحريري والتي كانت ضمن فقرات حفل الافتتاح قبل اعلان الرئيس إلياس الهراوى افتتاح الدورة والإذن ببدء المنافسات، فوجئنا بالحريري يتعرض للأزمة التي تعيشها بلاده مقللا من تأثيرها ومتجاهلا الاصوات الصاخبة التي صاحبتها بقوله موجها حديثه للرئيس الهراوي: ولا يهمك يا فخامة الرئيس (الشغل ماشي والبلد ماشي والحكي كمان ماشي). تلك القصة استعادتها ذاكرتي وأنا أتابع عن كثب عددا من المشروعات التنموية التي تنشأ في آن واحد في طول البلاد وعرضها، حتي تنجز في زمن قياسي وتدخل خدمة الاقتصاد الوطني، مثل الطرق والمحاور الجديدة التي يتم إنشاؤها الآن لتربط البلد شمالا وجنوبا، شرقا وغربا وتختصر الزمن والمسافة، وترتقي بالبنية التحتية للطرق التي كانت في حاجة ماسة للتطوير والتجديد باعتبار الطرق اولي وسائل بناء اقتصاد قوي، وبالتالي يمكن التوسع اكثر والخروج من الوادي الضيق الذي اكتظ بأكثر من مائة مليون مواطن، فضلا عن المدن الجديدة التي تقام في الظهير الصحراوي الذي زاد من مساحات المحافظات القديمة، بالإضافة الي المشروعات القومية مثل منطقة شرق التفريعة وجبل الجلالة والأنفاق التي تربط سيناء الغالية بالوادي عبر السويس وبورسعيد لتسهيل حركة الانتقال منها وإليها، كل هذا يتم رغم وجود أزمة اقتصادية، لا ينكرها أحد، لكن ينبغي علينا ألا نجعلها توقف مسيرة البناء التي انطلقت حتي تحقق الهدف المنشود بالخروج من عنق الزجاجة والوصول الي الرفاهة المنشودة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف