أحمد عبد التواب
زمن اعتبار تسليح الجيش ترفاً!
الانتباه مطلوب عند سماع النقد الذى يبدو جذاباً منطقياً مهموماً بالصالح العام، والذى يعترض على ترتيب الأولويات فى الإنفاق العام وتقديم ما يجوز تأجيله أو إلغاؤه، على حساب تحقيق مطالب تلبِّى احتياجات عاجلة مُلِحَّة لقطاعات عريضة من الشعب. ويعجبك المدخل الذى يجد أصداء فى نفسك، وتُنصِت لسماع الاقتراحات، فإذا بالنقد الذى كان يبدو بريئاً يتفتق عن سم قاتل، عندما يوجِّهون ضرباتهم إلى ما يُسمّونه تبديداً للمال العام فى تسليح الجيش! ويخلطون الجد بالهزل، لأن الجيش، بحسب ادعاءاتهم، فى غير حاجة لشراء الأسلحة المتطورة! أو أن يتدخلوا باعتبارهم خبراء أسلحة فى الاعتراض على شراء طائرات حربية بعينها والتجاسر فى الحكم بعدم كفاءتها مقارنة بطائرات أخري، وأنه إذا كان ولا بد، فكان ينبغى استبدال هذه بتلك! ويكرِّرون نفس الاسطوانة فى الكلام عن حاملات الطائرات وعن الصواريخ والمدفعية والمدرعات..إلخ! وإذا بهذا الكلام الفارغ يملأ مواقعهم وصفحاتهم على الإنترنت، وفى القنوات التى تخصَّصت فى التصدى لاختيار الشعب فى 30 يونيو!
ومن السذاجة أن تتورط فى محاولة إقناع هؤلاء بخطأ ما يقولون وبخطورته على البلاد وسلامة أراضيها وأمن المواطنين وغير هذا، ولا أن تضرب لهم أمثلة من دول الجوار التى ما كان لها أن تتعرض لهذه الكوارث إذا كانت حافظت على جيوشها قوية..إلخ، لأن أى سعى للإقناع هو تبديد للوقت والطاقة إزاء تخطيط مع سبق الإصرار والترصد يستهدف ما عجزت عنه المؤامرات الساذجة للإخوان الذين توهموا، وحاولوا أن ترى أوهامهم النور، أنه بإمكانهم تصفية الجيش المصرى أو تحجيمه أو استنزافه، مع التوازى فى ترقية عصاباتهم لتحلّ محله بعد أن يجرى تطعيمها بإرهابييهم من أرجاء الكون!
ولما استيقظ الشعب لمخاطر الإخوان واستجار بجيشه الوطنى فى الإطاحة بهم، إذا بهذه المساعى الجديدة تتولد على أيدى الإخوان الذين يطلقونها عبر منصاتهم لتجد استجابات لدى الفئات التى قرَّرت أن تتفرغ للاعتراض وترديد أى مادة تنتقد أى شىء حتى إذا كان يخرج عن مجالات إدراكهم!