لم يجد نائب الشعب الموقر، من بين كل هموم ومشكلات ناخبيه، قضية أهم وأجدر بصوته وصراخه فى البرلمان، غير الهجوم علي الاديب الكبير الراحل «نجيب محفوظ» المبدع العربي الوحيد الحاصل علي نوبل، والذي يعتبر بحق ضمير مصر الحي، ومؤرخها الروائي الذي عبر عن روحهاالحقيقية.النائب اكتشف أن أدب «محفوظ» خادش للحياء، وأن صاحب «الثلاثية» يستحق العقاب، ولكن حظه أن احدا لم يحرك الدعوي الجنائية ضده.
لايعنيني اسم النائب، بقدر مايعنيني الانتباه إلي مثل هذه الأصوات الغليظة والكفيفة، التي تتردد كثيرا، والتي ينبغي الا تثير غضبنا، لأنها في الحقيقة تؤدي خدمة مهمة للمجتمع، باستفزازه، ودفعه للنهوض للدفاع عن رصيده الكبير من الحضارة والابداع والفن والثقافة.
إن هذه الاصوات «الشاذة» لاتعبر بأصدائها عن سيرة مصر، التي عبر عنها الاستاذ «نجيب» في عمله الفلسفي العميق «اصداء السيرة الذاتية» وأجاب فيها الشيخ «عبدربه التائه»، عن السؤال «النبوءة» عما حدث في مصر بعد ذلك، من أحداث كبيرة وخطيرة، وهو كيف تنتهى المحنة التى نعانيها، فأجاب الشيخ: «إن خرجنا سالمين فهي الرحمة، وإن خرجنا هالكين فهو العدل».
> فى الختام.. يقول الشيخ عبد ربه التائه: «جاءنى قوم وقالوا إنهم قرروا التوقف حتي يعرفوا معني الحياة، فقلت لهم: تحركوا دون إبطاء فالمعنى كامن فى الحركة».