الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
لا تتراجعوا عن قرار الدواجن..
منذ يومين فقط.. يوم الجمعة الماضي أشدت وهنأت وأكاد أقبل رأس الحكومة "الرشيدة"!!! علي أول قرار لها في صالح هذا الشعب الذي ابتلي بهذه الحكومة!!!.. وهو قرار إعفاء الدجاج المجمد المستورد من الخارج من رسوم الجمارك لخفض أسعاره في محاولة للحد من جشع الجزارين والسماكين.. هل معقول أن تصل أسعارهم إلي هذه الأرقام الرهيبة ذات الأصفار الكثيرة!!! وكان نزول الفراخ بأسعار زهيدة أكبر ضربة صائبة وفعالة في هذا الشأن.
هل نسيتم طوابير الفراخ في الستينيات!!!.. في الستينيات ارتفعت أسعار اللحوم ــ رغم أن الارتفاع كان بالقروش!!! وليس بالجنيهات ــ هل نسيتم كاريكاتير عبدالسميع علي غلاف روزاليوسف الذي اعتقل بسببه فقد سبق أن كتبت قصة هذا الكاريكاتير.. لقد ارتفع سعر كيلو اللحم من قرشين وثلاثة قروش إلي 25 قرشاً!!! وغضب الشعب فاستوردت الحكومة الدجاج المجمد بأسعار زهيدة للغاية وتم توزيعها علي المجمعات الاستهلاكية التي كان يقف أمامها طوابير منذ الصباح الباكر.. طوابير يضرب بها المثال!!! حتي أصبح مثالاً.. كانوا يقولون "طابور ولا طابور الفراخ"!!!!.. كان العمداء وأساتذة جامعات ولواءات ومديرون عموم ووكلاء وزارات يقفون في الطوابير!!!
الحكومة الرشيدة "لا تنس كلمة رشيدة!!!" فكرت في هذا الحل القديم وقررت رفع الجمارك عن الدجاج المستورد لينزل السوق ضارباً اللحوم والسمك في مقتل فإذا بما يسمي "اتحاد منتجي الدواجن" يظهر العين الحمراء للحكومة.. مجرد أن أعلن أنه في اجتماع مستمر لمواجهة الموقف!!!!.. مجرد تهديد!!! فإذا بالسيد رئيس الوزراء يطلب الاجتماع بهم أول أمس.. ويصدر بيان عن الاجتماع بأن الوزارة ستدرس المذكرة المضادة للقرار في أول اجتماع لها!!!!
***
وهكذا أول قرار تلقت الوزارة التهنئة والشكر والامتنان وهاتوا رؤوسكم نقبلها!!!.. هذا القرار الوحيد منذ تشكلت الوزارة مهدد بالإلغاء!!!.. تصوروا!!!
ما يسمونه "اتحاد منتجي الدواجن" في تصوري أنهم أصحاب شركات تذبح الدواجن آلياً بالآلاف وربما بالملايين ويطرحونها في السوق بأسعار معينة.. يهددون بأن هذه الشركات رأس مالها حوالي 65 مليار جنيه.. يعمل بها مليونان ونصف المليون عامل وموظف.
طيب.. بهذه الأرقام الضخمة.. أليس من الممكن ترشيد الإنتاج لتعويض "قروش الجمارك"؟؟؟.. أنتم لا تستوردون الدجاج الحي من الخارج ولا من الداخل.. أنتم تقومون بتربية الدجاج في المزارع وأحد أعضاء مجلس إدارة النادي الأهلي سابقاً الصديق مختار حسين له مزرعة وأحد هذه الشركات متعاقدة معه.. إذن أنتم بعيدون عن حكاية الدولار ورفع الأسعار.. فلماذا تذبحون الناس بأسعاركم!!!!
ثم تراجع الحكومة عن قرار في صالح الشعب شيء خطير للغاية.. كل هيئة أو شركة أو مصارف أو بنوك.. أيا من كان يمسه قرار حكومي سيهدد بالإضراب الذي لن يحدث!!!.. وإذا حدث ممكن أن تقوم الحكومة بتشغيل المصانع.. تراجع الحكومة عن قرار ما خطر.. سيكون سابقة.. يحتذي حذوها غيرهم.
سؤال أخير : ما موقف مجلس النواب في مثل هذه الأمور الهامة جداً للشعب الذي اختارهم!!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف